ظاهرة ملوك الطوائف لا تزال متأصلة بالثقافة العربية.. هيلة المكيمي تقترح تطبيق النموذج الإماراتي

زاوية الكتاب

كتب 420 مشاهدات 0

د. هيلة المكيمي

النهار

حياد إيجابي-النموذج الإماراتي وجرأة المستقبل

د. هيلة المكيمي

 

في لقاء لي بالزميلة «القبس» في ايام رمضان المبارك اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، فاجأتني الزميلة المتألقة سهام حرب بسؤال مهم حول الاشكالية التي تواجهها الدول العربية، حيث سألت حول تفسيري لظاهرة نزوع المجتمعات العربية لكيانات ما قبل الدولة والمتمثلة بالقبيلة والطائفة والعائلة، وكانت اجابتي بأن هذه الكيانات ستظل موجودة سواء كانت في مرحلة ماقبل او مابعد الدولة، فهي جزء اصيل من المكون الانساني، الا ان ما يحدث هو بعد اقامة الدولة العربية والتي في غالبيتها تعاني حالة من الضعف والهشاشة، ينتقل الانسان العربي للالتصاق بكيانات ما دون الدولة، حيث تتحول القبيلة الى قبلية والطائفة الى طائفية والعائلة الى عائلية والمنطقة الى مناطقية، واكبر مثال مخرجات ما سمي بالربيع العربي، حيث افضت الى مزيد من الضعف والتشرذم العربي.

والحقيقة ان هذا السؤال ضخم ومهم ورغبت ان اكتب فيه بمزيد من الاستفاضة فهو تشخيص للواقع العربي الذي يعاني حالة مستمرة من الازمة التي تولد اخرى، فالمشهد السوري الحالي وغيره من نماذج عربية تؤكد ان ظاهرة ملوك الطوائف لا تزال متأصلة بالثقافة العربية ولم نتمكن من تجاوزها في حين ان جميع الشعوب والامم تتعلم من اخطائها ودراستها واعادة التقييم حتى لا تقع بنفس الاخطاء. وتلك حال الامم القوية، والحقيقة ان ركون المجتمعات العربية الى هويات ما دون الدولة ليس فقط سببه ضعف الدولة، ولكن فقدان الجرأة على مواجهة المستقبل بل حتى الواقع المعاش، ولهذا نكون امام نموذجين اما حالة من الهروب الى الامام من خلال تخطي الواقع والحديث عن اقامة مجتمعات افتراضية، او حالة الهروب الى الماضي والتي اوصلت الشباب الى الاحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية بالاسلوب الاميركي، بل حتى اختيار اسماء الدول الاسلامية واختصاراتها مستعار من الثقافة الاميركية.

في ظل هذا السياق، يقف النموذج الاماراتي من خلال تبني الثقافة الرقمية والرهان على الشباب بكثير من الثقة حيث الجرأة على مواجهة المستقبل وتحدياته وطرح رؤى وأهداف فيها الكثير من الوضوح وسبل الوصول الى تحقيقها. باعتقادي ان ثقافة الجرأة في مواجهة المستقبل بكثير من الثقة والوضوح والعلم هو ما يحتاج اليه شبابنا لانقاذهم من التطرف ومن ثقافة الاحزمة الناسفة الى ثقافة حزم البناء والتعمير والابداع.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك