ما يحدث في أميركا هو نتاج طبيعي لممارسة العنصرية بين السود والبيض.. هكذا يرى تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 385 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف- سلوغان... «مثالية الغرب»!

د. تركي العازمي

 

عندما كنت في المراحل الأخيرة من دراسة الهندسة في بوسطن ـ أميركا٬ عام 1989، أخذت مادة اختيارية اسمها تاريخ آسيا يدرّسها البروفيسور كليتون... ذاك الشايب الطيب. وكنت كثير التردد عليه لإعجابي بعرضه خريطة العالم، وهو يرسم توزيع الديانات حول الخريطة، ولما وصل إلى الإسلام، قال بالحرف الواحد وهو يغطي الخريطة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها «Islam everywhere» يعني الإسلام في كل مكان... هكذا بلا عنصرية.

وأذكر أنه قبل الامتحان النهائي خاطبني بقوله «Kuwaiti kid»، هات لي أي معلومة عن التاريخ، وأتحداك إن لم أستطع الإجابة عنها... وعندما سألته عن اسم الجزيرة التي توقف فيها الإسكندر الكبير/العظيم، لم يجب... فأخبرته بأنها جزيرة فيلكا الكويتية، فابتسم، ولا أعلم إن كان حياً أو ميتاً حالياً!

أما ما يحدث في أميركا الآن من قتل للسود، فهو امتداد لعنصرية موجودة لدى الغرب ثارت غبارها في الأيام القليلة الماضية، ليسدل الستار عن السلوقان الذي يطلقه «ربعنا» عن «مثالية الغرب» (سلوغان slogan تعني شعار)، فهي كانت مصطنعة من ربعنا ممن لا يفهم أبجديات الثقافة الإسلامية... وها هم يتجرعون الألم.

نحن أمة أنعم الله علينا بالإسلام... وخذ عندك هذه الآية الكريمة «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم...» وقد حدد الله معيار الكرم الإلهي في مستوى التقوى لدى الفرد، فلا لون ولا مال ولا جاه ولا نفوذ ينفع عندما يحملك محبوك إلى حفرة القبر.

المراد... إن جميع الشعوب من الغرب والشرق والشرق الأوسطي فيها من العنصرية، من أشكال تختلف حسب الثقافة (القيم والمعتقدات)، والثقافة يرسمها من هم على رأس الهرم اجتماعياً ومؤسساتياً، وقس على هذه القاعدة ما يحدث من حولك.

وجميع الشعوب فيها المثالي وفيها من تكتظ الأفكار العنصرية البغيظة متزاحمة داخل فكره غير المثقف وإن تحدث كل اللغات ودرس كل العلوم بغض النظر عن مكانته. ولهذا بدأت بالحادثة التي حصلت معي في دراستي الجامعية حيث لمست القيم والمعتقدات السليمة لدكتور من مجتمع الغرب!

أعتقد بأن ما يحدث في أميركا هو نتاج طبيعي لممارسة العنصرية بين السود والبيض، وعلينا أن نتعلم من هذا الدرس ونأخذ منه العبر بعد أن منّ الله علينا بنعمة الإسلام الذي يحارب العنصرية بمختلف أنواعها وأن نعود إلى رشدنا لنرفع شعار «الأفضل من الكفاءات فقط يستحق التقدير»... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك