الأفكار الإرهابية الضالة لا تواجه إلا بالفكر وبالترابط الاجتماعي.. بوجهة نظر طارق الدرباس
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2016, 11:48 م 451 مشاهدات 0
الأنباء
هندس - الإرهاب والشباب!
طارق الدرباس
فجعنا في آخر ليالي رمضان بمجموعة من التفجيرات والعمليات الإرهابية.
بدأت وبتسلسل احترافي من مطار إسطنبول في تركيا، وانتهت بالحرم المدني في المدينة المنورة، على مقربة من قبر أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم.
رسالة مهمة وصلت إلى العالم أجمع، من خلال هذه التفجيرات، بأن الإرهاب لا دين له.
لا يهمني الآن من أين أتت هذه الجماعات، ولكن المهم لماذا ينجرف الشباب لمثل هذه الجماعات؟ وكيف يسيطرون على عقولهم؟ ومن هم المنجرفون لهذه الجماعات المارقة؟ وكيف نحاربهم؟
نجد أن الأسباب عديدة، أولها المشاكل النفسية والاجتماعية التي يعيشها معظم من ينضمون الى هذه الجماعات، فتجد ان في بيئتهم مشاكل أسرية او اجتماعية تساهم في خلق اضطرابات نفسية تسبب لهم عزلة عن المجتمع، فيكونون صيدا سهلا للإرهابيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل مثل ألعاب الكمبيوتر.
ومع إشعار هؤلاء المغرر بهم بالتقدير والمكانة التي يفتقدونها وإشباع هذا النقص الذي لديهم، يبدأ الشباب بالميل والانتماء لهم، والإيمان بهم.
ولا ننسى سببا آخر جوهريا وهو الفراغ الذي يعيشه الكثير من الشباب وفقدان القدوة والرقابة الأسرية مما ساعد الشباب على الانحراف، ويكون هذا الانحراف إما أخلاقيا او فكريا، فإما إلحادا وجنسا ومخدرات، وإما انحرافا فكريا، ومع ضعف الوازع الديني والبعد عن الله سبحانه وتعالى وانعدام الثقافة الدينية او تشوهها، وإشباعهم بآراء متطرفة ومنحرفة، تولد لنا فئة ضالة ومن قبلها كانت فئات وجماعات وربما يخرج لنا في المستقبل غيرهم.
هذا الأفكار الإرهابية الضالة لا تواجه إلا بالفكر وبالترابط الاجتماعي والثقافة الأسرية والاهتمام بتربية الأبناء تربية سليمة قائمة على الحب والرحمة والاحترام، وتلبية الاحتياجات النفسية، من خلال اطلاعنا وتعلمنا من التربية المحمدية لأشرف الخلق صلى الله عليه وسلم.
التربية مسؤولية والأبناء أمانة، ويجب علينا ان نحسن إليهم ليحسنوا إلينا وإلى انفسهم ووطنهم، فالشباب هم مستقبل هذه الأمة وعصب نهضتها.
وعلى مؤسسات الدولة دور كبير في العمل والسعي على استثمار الشباب وقدراتهم وطاقاتهم، والعمل على توعية الشباب وتثقيفهم، واستغلال أوقات فراغهم بما يفيدهم ويفيد المجتمع، والعمل على الحد من انتشار هذا الأفكار المنحرفة بالفكر الإسلامي المعتدل الصحيح.
كما علينا إصلاح التعليم وتطويره متمثلا بوزارة التربية، والعمل الإعلامي الاحترافي لنشر الدين الوسطي للشباب متمثلا بوزارة الإعلام، ولكل وزارة دورها في مواجهة هذه الأفكار الضالة، وأخيرا كان الله في عون إخواننا رجال وزارة الداخلية في مواجهة هؤلاء الإرهابيين.
لننظر حولنا وإلى انفسنا لنعرف ان هناك مساحات فارغة تمكنت الجماعات الارهابية من استغلالها واستثمارها ليغزونا في عقر دارنا.
علينا اصلاح الخلل قبل ان يستفحل المرض وتظهر آثاره واعراضه، فالإرهاب لا دين له.
تعليقات