نحن ندّعي محاربة الإرهاب ونحن نمارسه إن لم يكن فعلاً فقولا..برأي يوسف العنيزي

زاوية الكتاب

كتب 436 مشاهدات 0

يوسف العنيزي

الجريدة

زوايا ورؤى-ظرية المؤامرة

يوسف العنيزي

 

ما زلنا بعد أكثر من نصف قرن من الزمان نعيش في عالمنا العربي 'نظرية المؤامرة'، نؤمن بها ونقدسها ونعيد ترديدها حتى صدقناها، عايشناها وعشنا فيها منذ اتفاقية 'سايكس-بيكو' وصولا إلى قيام صدام حسين بالغزو الغادر لدولة الكويت، مرورا بكل الثورات العربية المباركة ومنها إلى ما يحدث الآن، وإن اختلف الهدف.

فبعد أن كان الهدف هو الأمة العربية اتسع ليشمل الأمتين العربية والإسلامية، فاجتمعت قوى الشر العالمية من الموساد والصهيونية والإمبريالية واليهود والمجوس والنصارى والبوذية والوثنية، اجتمعت كلها لتحوك المؤامرات ضدنا، فلم يعد من اهتماماتها الاختراعات العلمية والبحوث الطبية وغزو الفضاء حتى الوصول إلى كوكب المشتري والتطور الخيالي في مجال الاتصالات، وإقامة المشاريع وتعمير المدن وافتتاح الجامعات، لم تعد تلك المواضيع وغيرها محل اهتمام لدى 'قوى الشر العالمية'، وانصبّ جلّ اهتمامها على وضع الخطط والمؤمرات لتدمير الأمتين العربية والإسلامية، وأصبحنا 'طوفة هبيطة' لأعدائنا.

ولنا تساؤلات بريئة: ترى من قام بقتل رجال الأمن في الحرم النبوي الشريف، وعلى مقربة من قبر نبي الأمة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم؟ ومن قام بقتل المئات في حي الكرادة في العراق؟ ومن يقتل من في اليمن ومن في ليبيا؟ ومن يستخدم البراميل المتفجرة في سورية؟ ومن يقوم بالعمليات الانتحارية؟

لم نكتف بتدمير بلادنا بل نقلنا التدمير إلى بلاد العالم بأسره، فقليلا من الاحترام لعقولنا! إلى متى ونحن نرمي بأخطائنا على الآخرين، وندّعي محاربة الإرهاب ونحن نمارسه إن لم يكن فعلاً فقولا، وإن لم يكن بالرشاش والصاروخ فبغرس الفكر المتطرف وتغذيته بفتاوى لا تنتهي، ولعل أخطر ما نراه الآن مصطلح 'الذئاب المنفردة' من أشخاص اعتنقوا بعض هذه الأفكار.

ندعو من القلب حكماء الأمة أن يتصدوا لكل من يريد أن يؤذي هذا الدين الحنيف ليضع الجميع أيديهم بأيدي بعض بعيدا عن الفرقة والتحزب، فإن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، ندعوهم من القلب أن يقفوا أمام من يريد أن يعيد زمن الفتنة الكبرى.

حفظ الله أمتينا من كل شر، ومنّ علينا بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار.

وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك