في التنديد انتقائية!.. عبد الهادي صالح يتحدث عن تفجيرات بغداد

زاوية الكتاب

كتب 441 مشاهدات 0

د. عبد الهادي الصالح

النهار

رأي- في التنديد انتقائية!

د. عبد الهادي الصالح

 

مع حلول شهر رمضان المبارك، وخلال فرحة المسلمين بعيد الفطر السعيد، ازدادت وتيرة وحشية الدواعش ومن سار في ركابهم لتحصد مزيدا من ارواح المسلمين المدنيين الأبرياء، وتمارس الخسة والدناءة في تدمير المنشآت المدنية و المساجد ومراقد آل البيت النبوي الشريف، كان ذلك في جدة والقطيف ونيجيريا واليمن وتركيا ولبنان وسورية وليبيا.. وغيرها من بلدان العالم. والحدث الجلل في بغداد بالمنطقة التجارية «الكرادة» - والتي راح ضحيتها في ليلة العيد أكثر من خمسمئة ما بين قتيل وجريح - وفي الدجيل العراقية محاولة تفجير مرقد السيد محمد (سبع الدجيل). ولا ننسى مساعيهم الخبيثة في تفجير المساجد والمؤسسات الأمنية في الكويت مؤخرا. ووصلت بهم الوقاحة والطيش ان يتجرأوا لتفجير المسجد النبوي الشريف بمن فيه من زوار مرقد حبيب الأمة وقائدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن المؤسف ان نرى من بيننا من يتعاطف مع هذه العصابة المارقة، وهم يمثلون الخطر على استقرار وأمن الإقليم عامة، وليس بلداً بعينه فحسب، ولنا ثقة بأن الجهات المعنية تتعقبهم، وتوقع عليهم العقوبات الرادعة ضمن القوانين والاجراءات العادلة.

كما يؤسفنا ان تخرج بعض التصريحات والبيانات التي تندد وتشجب بعض تلك الاعمال الوحشية، وتعددها، وتتخطى مأساة « الكرادة» تلك التي جرت في العراق الشقيق، في انتقائية معيبة جدا، يشتم منها الرائحة الفئوية المنتنة، رغم ان الضحايا كلهم يمثلون التركيبة السكانية العراقية، فهم ما بين اخوان لنا في الدين او نظراؤنا في الانسانية، مع استمرارية القوات العراقية في مقاتلة الدواعش دفاعا عن ثغر الأمة!

يجري هذا التمايز المشين والقبيح، ومازالت ألسنتنا رطبة بتلاوة شهر رمضان للقرآن الكريم، الذي يقول : «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا...»(المائدة 32 )

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك