ارتفاع اسعار النفط ذهبت دون رجعة.. بوجهة نظر هيلة المكيمي
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2016, 12:13 ص 504 مشاهدات 0
النهار
حياد إيجابي- نهاية النفط.... ما بين السلوك والقيم الغربية!
د. هيلة المكيمي
إطلاق خطة السعودية لعام 2030 والتي بنيت على أساس الابتعاد الكلي عن الاقتصاد النفطي والاتجاه نحو تنويع مصادر الدخل والاستثمار البشري وبناء البنية التحتية التي تحقق تلك الانطلاقة تؤكد أن ارتفاع اسعار النفط ذهبت دون رجعة لاسيما في ظل وجود الايدي الخفية في الاسواق الرأسمالية التي ترفض تلك العودة بل تراها فرصة سانحة لانتشار ثقافة البديل البترولي والبيئة الخضراء ومنتجات صديقة البيئة والتوسيع للنفط الصخري وغيرها من بدائل للطاقة، تلك الحقيقة التي يؤكدها الخبراء تجعلنا نتساءل: هل تمكنت دول الخليج إذن من الاستفادة من تلك الطفرة النفطية التي ذهبت دون رجعة؟ وهل تمكنت من استغلالها افضل الاستغلال لمرحلة ما بعد الذهاب؟ وكيف سيكون شكل اقتصاديات المنطقة في مرحلة ما بعد البترول؟ بل كيف ستكون سلوكيات المجتمعات الخليجية في تلك المرحلة المابعد بترولية؟!
مما لاشك فيه ان تجارب الدول الخليجية اتت بشكل متباين الا انها جميعها تتفق على رؤية المركز التجاري والمالي، فالبحرين استقطبت البنوك العالمية وأصبحت المركز المصرفي لهذه البنوك العالمية في منطقة الخليج والشرق الاوسط، بينما تتنافس بقية الدول على مفهوم وخطوط مدينة الحرير ففي حين تصر الامارات ان طريق الحرير اصبح جويا بحكم موقع الامارات كنقطة للتجارة العالمية، ترى الكويت ان بامكانية الطريق ان يكون بريا يتقاطع ما بين ايران والكويت وصولا الى الصبية، في حين يرى الصينيون وهم على ما يبدو من سيحكم طبيعة ذلك الطريق بأنه سيكون بحريا مما يعزز أهمية عمان واليمن التجارية في المستقبل.
تلك أبرز الرؤى الاقتصادية لخليج ما بعد البترول إلا أنها لاتزال رؤى على الورق ولم تحسم بصورة نهائية، بسبب طبيعة القوى العالمية التي لا تزال في مرحلة التغيير والتشكل، ولكن تظل الازمة الحقيقية في خليج ما بعد البترول، فان الدول الخليجية استعارت السلوك الغربي في النمط الاستهلاكي للطفرة النفطية إلا أنها بلا شك لم تأخذ القيم الغربية التي كانت سببا رئيسيا لتلك الرفاهية التي عاش فيها الغرب والمتمثلة في الاخلاص للعلم والعمل والبحث العلمي وقيمة التعايش مع الآخر واحترام الرأي والرأي الآخر والقدرة على استجلاب العقول القادرة على الاتيان بجديد.
يؤكد تيري لين كارل من جامعة ستانفورد في بحث نشر في 1999 ان افضل اوقات اعادة الهيكلة وبناء المؤسسات وزرع القيم هي فترات هبوط الاسعار، فخروج دول الخليج من حلقات التطور المفرغ يتطلب بناء المؤسسات وتصحيح الخدمات ودعم الكفاءات الوطنية والاكاديمية للاتيان بأفضل ما لديها لاسيما في التنبؤ واستشراف المستقبل.
تظل تلك الفرص لا تزال قائمة ومتاحة امام الدول الخليجية، بل من المرجح انه ليس لديها خيار آخر.
تعليقات