نحن بحاجة لرياح تغيير فورية لسياسة تعاملنا مع الأحداث المتسارعة.. برأي تركي العازمي
زاوية الكتابكتب يوليو 9, 2016, 10:59 م 339 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف- الرياح... وسموم «ماهشهر»!
د.تركي العازمي
أكد اللواء عبدالله العلي مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني، أن خرائط الأرصاد الجوية بينت أن اتجاه الرياح كانت شمالية غربية، ما يعني أن التسريبات الغازية والملوثات الهوائية الأخرى متجهة إلى الجنوب الشرقي اتجاه السواحل الجنوبية لإيران... يعني أن اتجاه الرياح أنقذ الكويت من سموم مجمع البتروكيماويات المنفجر في ماهشهر الإيرانية التي تبعد 180 كيلومترا عن الحدود الكويتية («الراي» 8 يوليو 2016).
الرياح أنقذتنا ولله الحمد... الله الذي يسير الرياح ونحن تحت رحمة رب العباد مصرف الأمور وندعوه في هذه الأيام المباركة إلى أن يحمي الكويت وكل بلاد المسلمين، من كل سوء.
ها هو درس جديد نتعلمه من الأخطار البيئية المحتملة، وكيف أن اتجاه الرياح كان له بفضل الله الخير في تجنبنا سموم ذلك الانفجار.
نعم، درس جديد حول طريقة تعاملنا مع الأزمات وحالات الطوارئ وإدارة الأزمات. علم قائم كان يفترض من الهيئة العامة للبيئة أن تدلي بدلوها هي ومعهد الكويت للأبحاث العلمية حول هذا الانفجار، وفق طرح علمي بحكم تخصصها في هذا المجال ولديها أجهزة رصد للملوثات البيئية.
هذا هو ردي على أحد الزملاء٬ الدكتور عبدالعزيز٬ الذي بعث رسالة يقول فيها «الحكومة إن اجتهدت واهتمت في مصالح المواطنين٬ قالوا هذا واجب عليها٬ ما في طيب ولا تفضل... وإن أهملت وقصرت٬ قالوا: الحكومة مهملة ومقصرة. فالحكومة كالعومة مأكولة ومذمومة... وقلما نجد شعبا راضيا عن حكومته».
أعجبتني عبارة «مأكولة ومذمومة»...!
لكن ألا يعتقد أحبتنا الغيورون على هذا البلد ومستقبله، أن المفروض تواجد فعال للهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية في هذا الحدث؟
إننا على عكس ما يتوقعه البعض... فنحن نعترض على التقصير غير المتوقع في زمن أبدعت فيه منظومات إدارية في طرح الحلول لكل معظم القضايا التي نتابع فصولها من إدارة أزمات وحصر التخصصات كل في مجاله.
نحن نشكر الحكومة، وكثير ما أشدنا بدور بعض المؤسسات الرائدة في تقديم خدمات متطورة للمواطن والمقيم وهو واجبنا الأخلاقي تجاهها... وواجبنا كذلك توضيح القصور وعرض الحلول والمؤسف أن الكثير منها لا يلقى أذاناً صاغية.
نبقى في جانب الاستشارة المجانية نعمل لعل وعسى أن تصل النصيحة للقلوب المحبة لمصلحة الوطن من أصحاب القرار.
«معلش» ما علينا من النقد المباح... فالرياح أبعدت الأضرار المتوقعة من سموم انفجار مجمع البتروكيماويات الذي انفجر في ماهشهر، فأي رياح ستنقذنا من الذي أشارت إليه دراسة معهد الكويت للأبحاث العلمية؟
لاحظ الدراسة٬ نشرت في العدد ذاته الذي طمأننا حول الآثار المترتبة عن انفجار مجمع البتروكيماويات٬ وقد حاولت الربط بينها وبين حادث الانفجار.
حذرت الدراسة من بلوغ نسبة البطالة 46 في المئة وأن الرواتب في عام 2025 ستبلغ 56 مليار دينار وتأمينها يتطلب 203 دولارات سعر برميل النفط، وشددت على أهمية توافر خطة طوارئ وإعادة هيكلة منظومة العمل من خلال دعم القطاع الخاص.
إذاً حكاية «مأكولة ومذمومة» لها ما يبررها... فنحن ذكرنا في مقالات سابقة عن وضع العالم بعد عام 2020 وذكرنا بالتفاصيل ما يفترض أن تقوم به الحكومة لمواجهة التغيرات المقبلة في الاقتصاد العالمي الذي سيقل معه الطلب على النفط. يعني «سالفة» الـ 203 دولارات للبرميل أشبه بضرب من خيال.
مما تقدم٬ نفهم أننا بحاجة لرياح تغيير فورية لسياسة تعاملنا مع الأحداث المتسارعة، ونخص هنا التغيير في كل مؤسسة معنية بالاقتصاد الكويتي والأمر في غاية البساطة «عط الخباز خبزه لو أكل نصفه»... والكفاءات ومن يستحق قيادة المرحلة الحساسة المقبلة تتطلب هذا الإجراء العاجل كي نتمكن من إيجاد مصادر دخل أخرى غير النفط... والله المستعان.
تعليقات