«الإسكانية».. ما الجديد في المطلاع؟!.. يتسائل عبد المحسن جمعة

زاوية الكتاب

كتب 422 مشاهدات 0

عبد المحسن جمعة

الجريدة

أخر كلام-«الإسكانية»... ما الجديد في المطلاع؟!

عبد المحسن جمعة

 

أبرمت الهيئة العامة للرعاية السكنية قبل العيد عقداً لإنجاز البنية التحتية لمدينة المطلاع، التي ستستوعب ما يقارب نصف مليون نسمة، وهو حدث مهم طال انتظاره لتعمير المنطقة الشمالية من البلاد، ونقل الكثافة السكانية المتمركزة في مساحة ضيقة جداً في وسطها الجغرافي، وتحديداً قرب جون الكويت البحري وما حوله من ضواح وأحياء إلى مواقع جديدة في الدولة.

المدينة الموعودة هي أمل جديد لحلحلة القضية الإسكانية، وتخفيض مدة انتظار الشباب للحصول على بيت العمر، وتخفيض قائمة طالبي الرعاية السكنية التي ناهزت 110 آلاف طلب إسكاني، ولكنها أيضاً فرصة ذهبية لتسويق مفهوم جديد للإسكان للأجيال المقبلة يتجاوز التخطيط الجامد لضواحي الكويت السكنية المتكون من قطع سكنية يتوسطها (الجمعية، والمخفر، والمستوصف... إلخ) إلى مدينة حديثة تتلاءم مع متطلبات البيئة والنقل الجماعي، الذي يقلل الاعتماد على المركبة الخاصة، والحاجة لإيجاد ركن ترفيهي في تلك المدن يتكون من عدة مسارح صغيرة وملاعب تنس وجولف ومرافق تنزه ورياضة.

مدينة المطلاع ربما تكون مدخلاً لإنجاز مدينة سكن وترفيه للأسرة وتطرح مفهوماً جديداً للإسكان بدل المفهوم السائد حالياً بأن الأرض هي للتملك والمضاربة والاستثمار عبر البيوت المتراصة و'الفرجان' الضيقة المكدسة بالسيارات و'مكتومة النفس' بسبب نسب البناء العالية وعمليات تأجير السكن الخاص التي تدمر السكن النموذجي بسبب زيادة الكثافة السكانية بما لا يتلاءم مع القدرة الاستيعابية للضاحية السكنية.

هيئة الإسكان يمكنها أن تروج لمفهوم إسكاني حديث وجديد في مدينة المطلاع، مثل نموذج 'الكومبوند'، الذي ينفذه مطورون عقاريون بأسعار ملزمة لهم لبيعها للشباب عبر القرض الإسكاني، وهو ما يحدث بشكل واسع بالمناطق الصحراوية التي تحيط بمدينة القاهرة في مصر، والذي يعتمد على منازل صغيرة وسط مساحات خضراء ومرافق ترفيهية وخدماتية متطورة، أو شقق 'دوبلكس' في وسط إسكاني مختلف عن نموذج الكويت القديمة (قطع سكنية، وجمعية ومستوصف...).

كما أن لدى 'الإسكانية' فكرة مشروع مدينة البرايح للمهندس فيصل الجهيم الفائزة بجوائز إقليمية، والتي حظيت بإعجاب سمو أمير البلاد ورعايته، ويمكن استلهام فكرتها للخروج بمفهوم إسكاني جديد بعيداً عن البيوت المتراصة جنباً إلى جنب دون أي إبداع أو عصرنة لمفهوم الإسكان والمدينة الحديثة، وهو الشكل الذي تكرس في الكويت على هيئة مستوطنات مكدسة من البشر بسياراتهم دون أي جمال أو تنسيق، وهذا ما نراه في المدن التي أنشئت مؤخراً مثل مدينتي جابر الأحمد وسعد العبدالله.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك