لم يعد القتل على الهوية.. صالح الشايجي يتحدث عن الإرهاب
زاوية الكتابكتب يوليو 9, 2016, 12:18 ص 342 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع- وقوع الموت.. خير من انتظاره
صالح الشايجي
خلعت أعيادنا أرديتها البيضاء واتشحت بالدم والسواد وتسربلت بالحزن والدموع.
من موت إلى آخر ومن مشهد مروع إلى آخر، ما جفت بعد دماء قتلى مطار «اسطنبول» حتى دوت «الكرادة» البغدادية لتحصد أرواح متسوقين يتوسلون العيد والفرح، فكان الموت لهم بالمرصاد فصاروا أشلاء، كل شلو أضاع أخاه، وسالت الدماء وصارت «دجلة» حمراء.
وفي مدينة الرسول المنورة وقرب مسجده الشريف ثار مدفع الموت في سمائها قبل مدفع الافطار، وفي «القطيف» هزم الموت صانعيه.
ولولا ستر الله وصحوة رجال أمننا الأشاوس، لتفجر عيدنا هنا في الكويت ولطارت الأرواح تعانق أخواتها في الكرادة واسطنبول والمدينة وفي نواح أخرى نسيتها لكثرتها.
ثم ماذا بعد، ويا أيها الموت ماذا وراءك بعد؟!
أين سيكون عرضك القادم ومن هم ضحاياك الذين أعددت المناجل لحصدهم؟
وماذا نحن فاعلون، هل نكتفي بالترحم على من ماتوا ذارفين عليهم الدموع ومكدسين الأحزان في قلوبنا، منتظرين على قارعة الموت حتى يحل فيشملنا ضمن قائمته؟
بتنا نخاف على أطفالنا وعلى نسائنا وعلى شيوخنا وشباننا وعلى أنفسنا، صار الخوف من الموت مزروعا فينا، كل صباح نصحو على خبر وجبة جديدة من القتلى.
لم يعد من مكان آمن، فقد القتل زمامه وأضاع البوصلة وفتحت له جميع الأبواب وأضيئت له كل الإشارات الخضراء، يتنقل أينما يريد ويحصد ما يشتهي من أرواح.
لم يعد القتل على الهوية، ولم تعد له ساحاته المعتادة، استباح جميع الأماكن، المطارات والشوارع والمجمعات التجارية، وحتى دور العبادة لم يوقرها ولم يرحم عباد الله فيها.
هل غيّر هذا القتل المتوالي المجنون شيئا لدينا؟!
لا لم يتغير شيء أبدا وليس هناك في الأفق ما يشي ببشارة التغيير، فصناع الموت من خطباء الفتنة ومفتي سفك الدماء، ما زالوا يعتلون منابرهم ذاتها، يدعون اليوم بالموت، وفي غد يترحمون على الموتى الذين دعوا أمس لقتلهم.
ما زالوا أباطرة في عالم الموت، لم تمتد اليهم يد ولم يجرم أفعالهم لسان.
فحتى متى سنبقى ضحايا للموت وضحايا للخوف منه، لقد بتنا نتمناه لأنفسنا لأن وقوعه خير من انتظاره.
تعليقات