إن لم تتحرك حكوماتنا لإيقاف مشايخ الفتنة والتحريض فلن يكون الأخير.. صالح الشايجي يتحدث عن قاتل أخيه
زاوية الكتابكتب يونيو 26, 2016, 11:21 م 554 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع- من علم الأغرار الذبح بالسكاكين
صالح الشايجي
تغدو الكتابة أحيانا كالسير وسط حقل ألغام، أو في حقول شائكة.
وما أكتبه اليوم هو كذلك وربما أشق.
الكتابة عن الشاب الكويتي الذي نحر بيد أخيه الأصغر يوم الجمعة، هي سير وسط حقل ألغام وفي حقول شائكة.
أكتب حذرا خائفا قلقا حزينا.
«قتلته لأنه لا يصوم ولا يصلي ولأنه ملحد»!!
يا الله ما أيشع السبب!
المؤمن قاتل، والملحد ضحية!
صار الذبح باسم الله، هوية للذبح وزهق أرواح الأهل!
تفتتت آصرة الدم وصلة الرحم وحل محلمها الذبح، لا الهجر ولا المجافاة ولا الابتعاد عمن ضعف دينه من ذوي الرحم وأهل البيت الواحد.
كيف يحل شاب غر طري العود محل الله فيحاسب خلقه ويحكم عليهم بالذبح، وكيف يحكم عليهم بالإلحاد؟!
من أدخل في عقيدة هذا الشاب وغيره ممن شابهه في جريمة ذبح الأهل والأقارب، أنه سيف الله على الأرض وأنه مكلف بذبح من يرى فيهم كفرا وإلحادا، أو امتناعا عن أداء الفرائض؟!
في كل جريمة من هذه الشاكلة، نكرر ما قلناه في التي قبلها، من أن الجاني لا المجني عليه هو الضحية الأولى في الجريمة.
شحن لفظي لا ينقطع من أفواه دأبت وأدمنت على التحريض واستسهال القتل والذبح، وبث الفتاوى الدموية من على المنابر والفضائيات، لتصل مدوية مزلزلة إلى آذان أغرار، زين لهم أولئك المفوهون بالضلال والمشحونون بالتحريض، القتل المفضي إلى الجنة حيث تنتظرهم الحور العين، يتمرغون في نعيم لم يروه في دنياهم، وتلك هي جائزتهم، إن ذبحوا وقتلوا ونحروا، ودون التفات إلى هوية الضحية، أما أو أبا أو أخا!!
أولئك المحرضون هم المجرمون الحقيقيون وهم القاتلون الحقيقيون، وما أولئك الشبان القاتلون إلا أدوات في أيديهم وملبون لأوامرهم.
وإن لم تتحرك حكوماتنا قاطبة لإيقاف مشايخ الذبح ومفتي القتل وناشري خطاب الفتنة والتحريض، فإن هذا الشاب الكويتي قاتل أخيه لن يكون الأخير.
وإني وأنا أترحم على الشاب المقتول، أترحم في الوقت ذاته على القاتل الذي سيتعذب في حياته أكثر من العذاب الذي ساقه لأخيه المقتول، وأترحم على حال الأم والأب اللذين فقدا ابنيهما في يوم واحد، أحدهما مات وضمه قبر وثانيهما حي في قبر الحياة!!
تعليقات