ديموقراطية بريطانيا وديموقراطيتنا.. يكتب عبد الهادي الصالح

الأنباء

ديموقراطية بريطانيا وديموقراطيتنا

د .عبدالهادي الصالح

 

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد لا تكون له انعكاسات مباشرة على أوضاعنا المحلية أو الإقليمية، لكن الرسالة المباشرة من هذا الحدث، أنه أظهر احتراما للإنسان الإنجليزي وهو يمارس حقه المطلق في تقرير مصير أمته، وأن يتزامن مع صدور قرارات وتشريعات محلية تضيق دائرة الديموقراطية، لتصادر حق المواطن المذنب التائب من الترشح! في تفصيل واضح على مواطنين بعينهم، ونحن أمة الإسلام التي تقرأ ليلا ونهارا «التائب من الذنب كمن لا ذنب»! لا بل الحبل جرار، فقد فتحت الشهية الطائفية كذلك لتقترح مزيدا من التضييق.. ويأتي ذلك في أعقاب ممارسات أكثر عنفا على المواطن الذي يبدي رأيا مناهضا، أو موقفا فيه شبهة ومظنة الولاء الخارجي، بسحب أو إسقاط جنسيته ! ليتم إعدامه ولتعاقب عائلته بالكامل، ونحن أمة تقرأ (ولا تزر وازرة وزر أخرى)!

كم هو حكيم الشيخ محمد عبده، حينما رأى الغرب وأعجب به وقال كلمته المشهورة: «رأيت الإسلام ولم أر المسلمين»، وقال في بلاد العرب: «رأيت المسلمين ولم أر الإسلام».

هذا الشيخ، رحمه الله، عاش من ١٨٤٩ - ١٩٠٥ ولم تتغير حقيقة كلمته حتى الآن ٢٠١٦م!