' الشدادية' الحلم المسلوب .. يكتب سلطان العنزي

زاوية الكتاب

كتب 500 مشاهدات 0

سلطان العنزي

الأنباء

إشراقة متجددة - «الشدادية» الحلم المسلوب

سلطان العنزي


منذ كنت طالبا في الثانوية وأنا وغيري الكثير نحلم بالدراسة في الحرم الجامعي الجديد الذي يبنى في مدينة صباح السالم الجامعية.

ثم منذ تعييني أستاذا في جامعة الكويت وأنا أحلم بالتدريس في هذه المدينة الجامعية التي تبنى على أسس ومعايير عالمية.

أقول هذا الكلام وأنا الآن أدرس في كلية الهندسة والبترول في الخالدية في مبان متهالكة بل بعضها آيل للسقوط! أدرس الآن في قاعات معظم كراسيها لا تصلح للاستعمال، ولا تحتوي على قاعات دراسية متطورة أو ضخمة، وتعاني من النقص الشديد في مكاتب الأساتذة والموظفين، ولا تحتوي على مواقف تتسع للطلبة مما يخلق زحمة خانقة في منطقة الخالدية يشتكي منها الجميع!

والآن ومع اقترابنا من الحلم.. سلبت جامعة الكويت من الحرم الجديد بموجب قرار لا نعلم متى تمت دراسته.. هذا إن كانت تمت دراسته أساسا حيث نص القرار على إنشاء جامعة جديدة في الحرم الذي خططت له وصممته وأنشأته الإدارات المتعاقبة في جامعة الكويت. وهذا يعني أن جامعة الكويت ستظل في هذه المباني المتهالكة والمنتشرة في ضواح مختلفة من الكويت فلا يجمعنا حرم جامعي واحد مثل باقي الجامعات. وخطورة القرار برأيي تكمن في نقطتين:

الأولى: أن إدارة الجامعة الجديدة ستنشئ من العدم بعد استكمال بنائها وخلال فترة وجيزة، مما يعني أنها ستحتاج ما لا يقل عن 8000 موظف ما بين أعضاء هيئة تدريس وموطفين إداريين، فكيف ستقوم وزارة التربية ووزارة التعليم العالي بتوفير هذا العدد الهائل من الموظفين في فترة قصيرة؟ كيف ستجد الوزارة هذا الكم الهائل من أعضاء هيئة تدريس من ذوي الخبرة إذ لا يعقل أن يكون طاقم التدريس من الأساتذة الجدد ممن لا يملكون أي خبرة سابقة في التدريس؟

الثانية: قد تضطر الوزارة لفتح الباب على مصراعيه لأصحاب الشهادات الوهمية والمزورة وأصحاب الشهادات من الجامعات الكرتونية والفاشلة ليلتحقوا بالجامعة الجديدة، فيذهب تعبنا وجهدنا في محاربة هذه الفئة الطامعة في منصب «دكتور جامعة» مع الريح.

أشد على يد نقابة العاملين وعلى يد جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت ليستمروا في رفضهم لهذا القرار وأن يرفعوا الأمر للجهات العليا، والله ولي التوفيق.

***

محطة أخيرة: إذا أصرت الوزارة على موقفها، فلتتوقف عن رفض تطوير مباني جامعة الكويت الحالية وبناء مواقف متعددة الأدوار لطلبتنا خاصة في الخالدية.. ففي السابق كان الرد التلقائي لأي طلب نتقدم به: انتظروا الشدادية!!

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك