أماني العدواني تكتب: 'مهلا يا شهر الرحمة والغفران'
زاوية الكتابكتب يونيو 19, 2016, 5:50 م 1620 مشاهدات 0
بالأمس القريب كنا نرحب بزائر عزيز على قلوبنا وضيف كريم أودع فيه الله الخير الكثير ، فهو شهر الرحمة والغفران وشهر العتق من النيران، واليوم وبعد أن مضت نصف لياليه المباركة وانتصف بتنا نقول له مهلا يا أجمل الشهور والأيام ، فهو فرصة كبيرة يغتنمها المؤمن للفوز برحمة الله ومغفرته و العتق من النيران ، ويعيش فيه المسلمون أجواء روحانية وإيمانيات عالية ، تذوب فيها كل الخلافات وتنبذ فيه الفرقة والنزاعات، وتوصل فيه الأرحام والقربات ، وتمتلئ فيه المساجد بالمصلين والمصليات ، وفيه ليلة مباركة هي خير من ألف شهر ، أسأل الله أن يبلغنا إياها ويقسم لنا كل خير قد قسمه في هذه الليلة المباركة.
والآن وبعد أن انتصف هذا الشهر المبارك نعيش أيضا مناسبة اجتماعية جميلة وعزيزة على قلوبنا جاءت من تراثنا الشعبي وماضينا الجميل وهي مناسبة القرقيعان الجميلة في بساطتها والعريقة في أصالتها .
لكنها للأسف شوهت وبهرجت وطالها ذلك التكلف والتصنع والسطحية إلى أن شرخت بساطتها وفقدت زهوتها وانطفأ بريقها، فلقد انعكست طبيعة الحياة المرفهة والعيش المترف والرغيد حتى على تلك المناسبات البسيطة فأصبحت مناسبة تقام لها المعارض وسباق لابراز الفناتق والجديد من الأفكار ومدعاة للبذخ والإسراف والمباهاة فوأدت الفرحة البريئة والسعادة النقية البسيطة في نفوس الأطفال واستبدلت بنظرات الغيرة والمقارنة والمباهاة، وغيرنا من الأمم تئن من ألم الجوع ومر الفقر والاحتياج، فهي ليست دعوة للتخلي عن ذلك التراث الجميل ولكنها دعوة للتحلي بالبساطة والاعتدال والاستمتاع بحلاوة تلك المناسبات بعيدا عن اي تكلف وتبذير ، واستحضار النعم التي نتمرغ فيها في هذا البلد الطيب بدءا من نعمة الأمن والأمان وحمد الله عليها فالبشكر تدوم النعم ... وختاما أسأل الله أن يديم علينا تلك النعم وأن يجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
تعليقات