داهم القحطاني يكتب الإصلاح ممكن رغم كل شىء
زاوية الكتابكتب يونيو 18, 2016, 1:42 م 1474 مشاهدات 0
كانت المعارضة تشتكي من سوء الإدارة الحكومية ومن سوء تنفيذ المشاريع الحكومية فأتهمت بالتأزيم وتم تخوينها من شلة النفاق ومسح الجوخ في الفضائيات والصحف ذات المصلحة .
اليوم التردي في إدارة مطار الكويت يؤكد صحة كلام المعارضة خصوصا بعد قرار إدارة أمن وسائل النقل الأمريكية TSA بمنع الرحلات المباشرة القادمة من مطار الكويت بسبب وجود خروفات أمنية رصدها وفد من الإدارة زار الكويت مؤخرا .
تعيين القياديين بالواسطة ( حزبي ، عائلي، قبلي، مذهبي ، شراء ولاء سياسي ) جعل الوزارات والمؤسسات ضعيفة وحرمها من قياديين مبدعين ومخلصين ما إنعكس سلبا على أداءها العام وجعل بعضها يتردى إلى درجة تحرج الكويت دوليا .
وأيضا طريقة ترسية المناقصات على تجار أعماهم جشع الأوامر التغييرية ومناقصات الباطن جعل حركة التنمية بطيئة جدا ومشلولة وحرم الكويت وشعبها من التمتع بمرافق ومستشفيات وجامعات وملاعب وطرق حديثة في وقت مناسب فأصبح التأخير وسوء التنفيذ وبطئه سمة غالبة على معظم المشاريع الحكومية.
وللأسف جزء من الشعب شريك في ذلك فالفزعة وهي مفهوم اجتماعي إيجابي حولها البعض لوسيلة لهدم مبادىء العدل والمساواة تحت شعار 'هذا ولدنا'.
لن ينصلح الحال ما لم تبدأ حملة إصلاح حقيقية في أجهزة الدولة وتتزامن معها حملة إصلاح لبعض القيم في المجتمع والتي تهاوت إلى حد كبير.
والإصلاح يجب أن يشمل المعارضة لتتخلص من أدعياء الإصلاح ، ولتعمل وفق نظام مؤسسي بدلا من هذه العشوائية التي جعلتها مجرد ظاهرة صوتية .
السكين وصلت العظم بالفعل فمطار الكويت يجسد أداء الدولة بحكومتها ومعارضتها وقيادييها ونظمها الإدارية ومؤسساتها المدنية والفشل يشمل الجميع.
وإذا كانت المسؤولية تقع على الحكومة الحالية إلا أن ذلك لا يعفي باقي مكونات الدولة من المسؤولية ولنتوقف عن لوم طرف واحد فقط ونترك الباقي .
الإصلاح يجب ألا يكون بتعميم النظرة السوداوية فليس عيبا الإشادة بتطور أداء الحكومة في مرفق معين ، وليس عيبا الإشادة بتطور في أداء المعارضة في ملف محدد ، وليس عيبا تشجيع المجتمع على إن بدأ البعض بالتخلي عن قيم اجتماعية موروثة ضررها أكثر من نفعها .
والكويت ستبقى كما هي دوما جوهرة الوطن العربي ، والقليل من الغبار الذي أخذ يتراكم يمكن إزالته بسهولة فالجواهر لا تفقد بريقها لأنه ينبع من الداخل .
تعليقات