من يتحدث عن محاولة اميركا اعادة الاستقرار لسورية وايقاف المقتلة واهم.. هكذا يرى غسان المفلح
زاوية الكتابكتب يونيو 17, 2016, 12:11 ص 900 مشاهدات 0
السياسة
لا نفط ولا بشر ولا ما يستحق الذكر
غسان المفلح
يتقدم بنيامين نتانياهو مشهد موسكو. يتحول إلى غطاء لبوتين كما كان ولايزال غطاء للاسد. معظم النخب الاسرائيلية، تعادي شعوب المنطقة. حيث استمرارها مرتبط باستمرار الجريمة، بحق هذه الشعوب. من جهة أخرى يتحول بوتين إلى الشخصية الابرز في “الايباك” الروسي الذي يتشكل على وقع الدم السوري. كلما اوغل بوتين في دماء شعبنا ازدادت حظوظه، في ترؤس “الايباك” الروسي. بوتين يعتقد أنه بذلك يواجه الاوروبيين والاتراك واميركا إذا اسس في عهده “ايباكا” روسيا، يكون هو الفاعل فيه. إن اعادة الدبابة الاسرائيلية لاسرائيل بيد بوتين شخصيا، تعبير عن البدء بانطلاق “الايباك” الروسي.
هذه الدبابة كان استولى عليها جيش الأسد في حرب لبنان 1982 . ثم اهديت لموسكو. موسكو الآن تعيدها لاسرائيل، وهي تعمل بالدم السوري بدل النفط. اثناء زيارة بنيامين نتانياهو الاخيرة لموسكو قبل ايام، كان يعقد اجتماع بين وزراء دفاع إيران وروسيا والأسد، من أجل المزيد من قتل السوريين. هذه الزيارة لنتانياهو كانت تناقش مستقبل سورية، حيث اعتبر نتانياهو ان مصير الأسد مسألة ثانوية! اثناء لقائه بيهود روس.
سورية لا يوجد فيها نفط، سورية يوجد فيها إسرائيل فقط. العراق يوجد فيه نفط وإيران وأميركا. في سورية الأولوية للخيار الاسرائيلي. في العراق الاولوية لاميركا والنفط وإيران تاليا. لم يعد في العالم منطقة يمكننا تسميتها، منطقة مهمة جيوسياسيا لامريكا، فأميركا صارت كل العالم. سورية مهمة جيوسياسيا لاسرائيل وروسيا وتركيا وإيران. فكيف تتقاطع مصالح هذه الدول فوق سورية؟
أميركا تظلل الجميع بحضورها الاوبامي على شكل جريمة. الفارق بين اميركا وإسرائيل من جهة وبين إيران وموسكو، قضية بسيطة الحضور قوية الفعل في السياسة الخارجية. في أميركا وإسرائيل لا يحسب حساب مصالح الاشخاص القيمين على السلطة، لأنهما دولتا مؤسسات. بينما في روسيا وإيران محرك السياسة الخارجية الاهم، هو مصالح استمرار حكم بوتين إلى الابد وخامنئي (جهاز ولاية الفقيه) كحاكم مطلق وابدي. لهذا يسعى كل من بوتين وخامنئي لتشكيل “ايباك” كل في بلده. بناء على هذا المعطى يمكننا فهم السياسة البوتينية في سورية، كما يمكننا فهم السياسة الايرانية. أما تركيا فهي في طور انتقالي مع اردوغان، ظهرت بداياته مع عودة الدفء لعلاقة تركيا بإسرائيل. هذه المصالح لا تتقاطع فوق سورية، بل تتقاطع في قتل السوريين حتى اللحظة. اما لجهة اوباما فسورية مقبرة للجميع، بغض النظر عن الموقف من الاسد.
إسرائيل تدرك هذه المعادلة جيدا، فعملت بالتوازي مع معادلة اوباما. تتقاطع معها تارة وتارة تفارقها. لكن من المهم اعادة التركيز على نقطة مهمة، لها علاقة بما يجري الآن على الارض. من تغول روسي وايراني مع نظام دمشق من جهة، والحركة الاميركية مع قوات سورية الديمقراطية، التي وصلت منبج. لكل هذه الاطراف أميركا لم تعط اي شرعية في تحركاتها. لكنها تدعم وتستفيد من كل من يتحرك في سورية، لانها بيدها نزع هذا الغطاء على حساب اي طرف من هؤلاء المتورطين بالدم السوري. اوباما لايهمه في سورية لا بشر ولا نفط. ما يهمه هو اشغال الجميع بالجميع عبر بوابة الدم السوري فقط. لماذا؟ لانها سياسة تحقق الارباح لاميركا من وجهة نظر مؤسسات ادارة اوباما. من يتحدث عن محاولة اميركا اوباما اعادة الاستقرار لسورية وايقاف المقتلة واهم. وإسرائيل ايضا رابحة.
الشعب السوري امامه الكثير من المحن، لكنه سيحوز على حريته، في العراء السوري. البناء من جديد. كالقدر تماما.
تعليقات