تركي العازمي يطالب بإنشاء هيئة خاصة بالاقتصاد وتطوير شامل وسريع لمناهج التعليم العام

زاوية الكتاب

كتب 494 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف -إستراتيجية اليابان و«النوايا الحسنة»!

د. تركي العازمي

 

اجتمع مجلس الوزراء الياباني في بداية الشهر الجاري واعتمد إستراتيجية البلاد للسنوات المقبلة.

الملفت للانتباه في إلاستراتيجية الجديدة، إنها أقرت إستراتيجية لتحفيز ثورة صناعية رابعة في اليابان٬ اعتبار الذكاء الاصطناعي المنتج الرئيسي والاستخدام الكامل له في ضوء تنامي هذا النوع من الاقتصاديات عالميا٬ جعل الإستراتيجية الأداة الوطنية الأهم على مستوى اليابان لتنمية الموارد البشرية من خلالها٬ الموافقة على اقتصاد توصيل السلع بواسطة أجسام طائرة يتم التحكم فيها عن بعد في غضون ثلاثة أعوام٬ تشكل الإجراءات جعل مادة البرمجة الحاسوبية مادة إجبارية في كل المدارس الإبتدائية إعتبارا من العام المالي ٢٠٢٠ وفي المرحلة الإعدادية في العام ٢٠٢١ ناهيك عن قيادة الابتكار في سوق الروبوتات خصوصا لعمليات الإنقاذ أثناء الكوارث واستخدام سيارات القيادة الذاتية على الطرق السريعة بحلول ٢٠٢٠... إلخ (منقول من أحد الزملاء المبدعين في اقتناص ما هو مفيد في الأسواق والتغيرات الاقتصادية).

إذن نفهم من إستراتيجية اليابان إنها اعتمدت على النوايا الحسنة في صناعة التاريخ الياباني في مجال الإلكترونيات والبرمجيات، وهو ما حاولنا التنبيه إلى أهميته في مقالات سابقة... لكن لا حياة لمن تنادي.

 

أما نحن فيبدو إن العقول السيئة لا تستوعب النية الحسنة بل وبلا مبالغة لا تفهم عبارة «حسن النوايا» لأنها خزنت في عقلها الباطن سلوك استحضار سوء النية في الحكم على كل من ينادي بالإصلاح.

كنا نادينا ومن قلوب محبة بضرورة الإهتمام بوضع العالم بعد عام ٢٠٢٠ وكيف إن العالم سيكون مهتماً بفاعلية غير مسبوقة في حقل البرمجيات.

طبعا٬ً مسألة تطبيق البرمجة في الابتدائية صعب تطبيقه لأن المشرفين على البرامج الدراسية بعضهم لا يستطيع إنشاء إيميل أو تصفح الإنترنت المفيد علمياً وإلا ما الفائدة من جيش عرمرم من الاستشاريين لا يستطيع التنبؤ بالتحولات الاقتصادية التي سيشهدها العالم في القريب العاجل.

وعليه٬ أكرر مطالبتي بإنشاء هيئة خاصة بالاقتصاد وتطوير شامل وسريع لمناهج التعليم العام والتخصصات العلمية في التعليم العالي لنواكب التغيرات.

إن من يوجه النصيحة إنما هو فرد يحب الخير لوطنه ويجب أن نحسن النية عند مراجعة ما يكتب فليس بالضرورة أن يكون مصدر النصيحة شخصا مألوفا محبوبا لدينا٬ فالمطلوب فرز لما يكتب من حسن نية وتوجيه الدعوة لكل من يود المساهمة في خلق مجتمع مؤسساته تعتمد على الفكر الإستراتيجي لأن المعطيات تؤكد أن القائمين على إدارة مؤسساتنا والمشرفين على صياغة خطط العمل هم في حل مما يتم مناقشته وإقراره في الدول الباحثة عن مستقبل مشرق لأوطانها.

إن إقرار هيئة خاصة بالاقتصاد من شأنها استقطاب العقول النيرة من أبناء الوطن وبالتالي نستطيع أن نصنع جيلا أكثر إنتاجية ويمكننا من خلق فرص إستثمارية في المجالات التي ستشهد ثورة في طريقة العيش والتعايش بين الأفراد والمؤسسات والخدمات التي تقدم.

والسؤال الذي نطرحه في ختام هذا المقال: هل من بين أحبتنا من يوظف حسن النوايا في اختيار قادة المستقبل القريب؟ ونكف يدنا عن طريقة المعالجة البدائية التي تعتمد على الصياغة الإنشائية للخطط بلا فكر إستراتيجي ونبتعد عن المحاصصة والواسطة ومبدأ «هذا ولدنا وهذا مو من ثوبنا في المفاضلة»... الله المستعان

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك