كان مثالاً لصورة الإسلام الحقيقية.. عبد الوهاب النصف ناعيا ' كلاي'

زاوية الكتاب

كتب 578 مشاهدات 0

عبد الوهاب النصف

النهار

ما قل ودل-محمد علي.. نصر حضاري

عبد الوهاب النصف

 

معركة الإسلام في عصرنا هي معركة حضارية، النصر فيها يكون نصراً حضارياً سلاحها الاعتماد على العلم والمعرفة، وثكناتها أرض التعايش والسلام، هل حقق التتار نصراً وهم من اجتاحوا البلاد الإسلامية مصر والشام وبعدها بخمسة وثلاثين عاماً دخل غالبيتهم العظمى إلى الإسلام وبدأوا يقاتلون في سبيل الإسلام حتى رفعوا راية الإسلام في الهند؟

لو اعتبرنا أن من وظف شهرته الواسعة حول العالم لخدمة دينه ونشر التسامح ونبذ العنف وعمل على ترسيخ التعايش بين الأديان وخدمة الإنسانية وهذا ما نقول عنه تشبع وذاب بقيم الإسلام فأصبح داعية (لدينه دون أن يقدم نفسه كذلك) ورمزاً في لعبته وأسطورة رياضية تُخلد.

عانى محمد منذ نعومة أظافره من العنصرية المقيتة التي كانت في الولايات المتحدة حتى إنه يقول في كتابه «روح الفراشة» إنه كان يبكي كل ليلة تقريباً قبل ان يهجع للنوم بسبب الشعور بالإهانة الدائمة التي يتعرض لها «السود» في أميركا، قد يكون ذلك سبباً قاده للتعرف على الإسلام عن طريق مالكوم إكس واليجا محمد، قبل أن ينشق عن الأخير بسبب أفكاره الضالة والعنصرية.

قد يكون موقفه من حرب فيتنام 1967 لحظة فارقة في حياته حين رفض دعوات الجيش الاميركي للانضمام لهم في تلك الحرب مع ضمانات بأنه لن يقترب من خط اطلاق النار، بهدف استغلال اسمه وشهرته للترويج لهذه الحرب الظالمة، الا أنه انتصر للحق وقدّم المبدأ فوق المصلحة، وقال إن عقيدته الإسلامية لاتنسجم مع هذه الحرب، فالإسلام ينهى عن قتل النفس دون وجه حق والفيتكونغ (المقاتلون الفيتناميون) لم ينادوني «بالزنجي»، ثم جرد عن لقبه ثمناً لهذا الموقف الشجاع.

محمد علي كلاي أكثر من مجرد ملاكم أسطوري في تاريخ الرياضة، واكثر من مجرد مسلم ملتزم في امور دينه، كان مثالاً لصورة الإسلام الحقيقية التي شوهتها حفنة أشرار عاثت في الأرض فساداً تتبرأ منهم الاديان وتتجرد عنهم قيم الفضيلة والسماحة.

المسلمون أمثال محمد علي كلاي من خلالهم يتم تحقيق النصر الحضاري للإسلام عبر إعلاء قيمه وترسيخ سماحته  التي هي جوهر المنهج الإسلامي وصلبه، لا نصر الخوارج والغوغائيين المزعوم بقتل الابرياء قبل الأعداء واراقة الدماء.

كل عام وكل المسلمين المتشبعين بقيم الإسلام بخير، ورحم الله محمد علي كلاي.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك