سويسرا تتأهب لافتتاح أطول نفق جبلي للقطارات
عربي و دوليمايو 31, 2016, 10:59 ص 984 مشاهدات 0
تتأهب سويسرا غدا الاربعاء لافتتاح نفق (غوتهارد) مخترقا شمال البلاد الى جنوبها كأطول واعمق نفق للقطارات في العالم بمسافة 57 كيلومترا تزامنا مع ذكرى مرور 17 عاما على انطلاق اعمال الحفر بتفجير جزء من جبال الالب.
واكد سفير سويسرا لدى دولة الكويت ألدو دي لوكا في تصريح خاص لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اهمية هذا الحدث العظيم بالنسبة لأوروبا بأسرها التي ستشهد تحقيق إنجاز متطور جدا ينطوي على حلول هندسية مبتكرة بعد انتظار طويل بحضور العديد من القادة والشخصيات وضيوف الشرف الذين تمت دعوتهم رسميا من داخل وخارج سويسرا.
واوضح ان ضخامة هذا المشروع تظهر القيم المثالية السويسرية كالابتكار والدقة والفعالية حيث تم حفر هذا النفق عبر الجبال باستخدام حفارة ثاقبة هائلة بطول 410 أمتار.
وبين ان هذا الطول يعادل طول أربعة ملاعب كرة قدم كما كانت سرعة الحفر تصل الى 20 مترا في اليوم الواحد فضلا عن أن عمق النفق يصل في بعض الأماكن الى 2300 متر من سطح الارض مما يجعله أيضا أعمق نفق في العالم.
ولفت الى أن نفق (غوتهارد) هو جزء من مشروع أضخم وهو (خطوط السكك الحديدية الجديدة) عبر جبال الألب والذي أقره السويسريون خلال استفتاء شعبي في سبتمبر عام 1992.
وأوضح ان هذه المجموعة من المشاريع الضخمة عبر جبال الألب السويسرية مهدت الطريق لوضع سياسة نقل شاملة وصديقة للبيئة لتغطية أوسع لمحيط أوروبا.
وقال ان المشروع يتضمن بناء ثلاثة أنفاق ضخمة لسكك الحديد عبر جبال الألب وهي نفق (لوتشبرغ) بطول 6ر43 كم الذي تم افتتاحه عام 2007 ونفق (غوتهارد) بطول 57 كم واخيرا نفق (سينيري) ويبلغ طوله 4ر15 كم المتوقع افتتاحه عام 2020.
ولفت الى ان نفق (غوتهارد) سيعود بالنفع على جميع مناطق اوروبا بمجرد ان يعمل بكامل طاقته لان سويسرا تقع في قلب اوروبا وهي احد محاور النقل والشحن الاكثر اهمية في القارة.
واشار ايضا الى اهميته في نقل كميات أكبر من البضائع عبر جبال الألب بطريقة أسرع وباستخدام محركات أقل وذلك بفضل الميزات التقنية المتقدمة للنفق.
واكد ان ركاب السكك الحديدية سيستفيدون من أنفاق السكك الحديدية الجديدة ايضا نظرا الى أن السفر عبر نفق (غوتهارد) الجديد سيوفر الوقت على الركاب خلال رحلاتهم من شمال إلى جنوب أوروبا.
وأوضح ان هذا التوفير سيقلص زمن رحلة القطارات المتجهة من مدينة (زيوريخ) شمال شرق سويسرا إلى (ميلانو) حوالي 45 دقيقة اذ سيستغرق مرور القطار في النفق 20 دقيقة فقط بسرعة تفوق 200 كيلومتر في الساعة الواحدة بالاضافة الى تقلص المسافة الزمنية بين زيوريخ وميلانو لمدة ساعة واحدة اقل مما هي عليه الآن عند افتتاح نفق (سينيري) عام 2020.
وفي السياق ذاته قال نائب مدير المشروع جورج صلاح الدين ل(كونا) ان انجاز نفق (غوتهارد) يمثل عملا متميزا على جميع الصعد حيث تعانقت فيه التحديات التقنية مع الارادة البشرية لاختراق سلسلة جبال الالب وانصهرت تلك العزيمة في عمل دؤوب على مدار الساعة وبلا انقطاع لانجازه في موعده.
وشرح المسؤول السويسري بوزارة المواصلات السويسرية ان من التحديات التي واجهت الشركات التي ساهمت في هذا الانجاز الحفاظ على امن 2600 عامل كانوا يتناوبون العمل على ثلاث ورديات يوميا ورغم جميع الاحتياطات الامنية التي روعيت اثناء عمليات الحفر فإن تسعة منهم قضوا نحبهم خلال ال17 عاما الماضية لأسباب تقنية مختلفة.
وأضاف ان عنصر الحفاظ على درجة حرارة العمل داخل النفق شكل بدوره تحديا كبيرا اذ لم يكن مسموحا ان تزيد على 28 درجة مئوية ما تطلب توربينات تهوية لتقليل درجة الحرارة من 47 درجة مئوية.
ووفق احصائيات هيئة السكك الحديدية السويسرية فان هذا النفق سجل ارقاما قياسية ليس فقط في طوله على امتداد 57 كيلومترا بل أيضا في ان فترة انجازه بلغت 17 عاما وهي الفترة الاطول في تاريخ السكك الحديدية السويسرية كما ان عمقه يصل الى 3ر2 كيلومتر في بعض مراحله وهو اعق نفق جبلي في العالم.
ويتجسد الرقم القياسي الثاني في ان عملية الحفر تمكنت من اختراق الجبل لمسافة 15 مترا يوميا وهي سرعة قياسية وخلفت عملية الحفر 28 مليون طن من الحجارة والصخور فضلا عن التجهيزات داخل النفق لضمان امن وسلامة عبور القطارات ومخارج الطوارئ واجهزة الاستشعار وكاميرات المراقبة والرصد ومصابيح الاضاءة.
كما حرصت السكك الحديدية على زرع 413 هاتف طوارئ لامداد النفق المزود بقرابة عشرة آلاف مصباح اضاءة ونحو 5800 كيلومتر من الكابلات المنتشرة بين جميع مكوناته الكهربائية بما في ذلك شبكة الاتصالات التي تخترقه. وشتان بين هذه التقنية الفائقة التي تسابق الزمن وكرست تقنيات مختلفة لتحقيق هذا الحلم وبين اول محاولة لاختراق جبل (غوتهارد) عام 1830 عبر طريق جبلي كان الأول من نوعه في حينه يصل ما بين شمال سويسرا وجنوبها وصولا الى شمال ايطاليا.
وكان المسافرون يستخدمون عربات تجرها الخيول تحتاج الى 26 ساعة لاجتياز هذا الممر باجمالي 65 حصانا يستريحون في 12 محطة موزعة على الطريق اما اليوم فلا يحتاج الامر سوى 20 دقيقة فقط.
تعليقات