التنمية المستدامة لأي مجتمع تبدأ من التعليم .. بوجهة نظر تركي العازمي

الراي

وجع الحروف- اتفاقية «التربية» ومبرة السعد...

د. تركي العازمي

 

وقّعت اتفاقية تعاون بين وزارة التربية واللجنة الكويتية للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» ومبرة الشيخ سعد العبدالله للمعرفة والبحث العلمي. وأكد وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى حرص الوزارة على التعاون مع كل الجهات المعنية بتطوير العملية التعليمية وتنمية قدرات الطلبة وزيادة الوعي لديهم لخلق جيل قادر على تحمل المسؤولية.

والاتفاقية تسعى إلى رفع الوعي البيئي تحقيقا للتنمية المستدامة٬ وذكرت الشيخة فادية السعد انها تهدف إلى «تعزيز قدرات المعلمين لترسيخ مفهوم حماية البيئة» («الراي» عدد الجمعة ٢٠ مايو ٢٠١٦).

لا خلاف حول الاتفاقية، فما تتعرض له البيئة من انتهاكات وتلوث، له انعكاسات سلبية وصحية، والتثقيف مطلوب في هذا الجانب، بدءا من الجهات المسؤولة المعنية بحماية البيئة والتربية والمجتمع بكل فئاته، لكن دعونا نطرح التساؤل المطلوب البحث فيه علميا: أين نحن من ترسيخ مفهوم حماية الجيل من مستوى التعليم المتدني وضعف التحصيل العلمي وغيره من الخدمات؟ وأين نحن من «التيه الاجتماعي والسياسي والثقافي»؟ هل من آلية بحث علمية ممكن إتباعها لتوعية الطلبة والمعلمين في التربية والجامعة وكليات ومعاهد التعليم العالي والجامعات والكليات الخاصة في هذه المجالات والتي تعتبر حماية البيئة أحد مكوناتها؟

نحن نتحدث عن أبحاث مختصة في عملية تطوير التعليم العام والعالي٬ وأبحاث تهتم بدراسة السلوكيات الخاطئة التي أثرت على المجتمع، بدءا من الأسرة إلى كل مكونات المجتمع وفئاته العمرية وجمعيات النفع العام مرورا والبقية من مراكز وكتل وتجمعات مرورا بالرموز السياسية التي نشهد حالات التنافر بينها.

نريد بحثا علميا يقود إلى دراسة سبب تراجع الإنتاجية٬ ومفهوم الولاء٬ وكيفية التعايش بين مكونات المجتمع.

صحيح ان البيئة مهمة ونحن نحيي وزارة التربية ومبرة الشيخ سعد العبدالله على هذه المبادرة الطيبة٬ ألا إننا نتطلع إلى رعاية خاصة وحتمية لبحوث متعلقة في الشؤون الإنسانية والمسائل التي أوجدت حالات الفساد الإداري والنصب والاحتيال بما فيها مسببات حالة «التحلطم» و«الإحباط» الذي نعيش صوره.

إن التنمية المستدامة لأي مجتمع تبدأ من أول عتبة وهي التعليم، فهو من يصنع جيل على درجة عالية من الثقافة التي يتمكن المجتمع من خلالها من صناعة جيل جديد يستطيع قيادة المجتمع وعلى وعي كامل بأفضل السبل في التعايش بين فئات المجتمع وفتح قنوات اتصال صحية أخلاقية تمكننا من الوصول إلى التنمية المستدامة المطلوبة... والله المستعان.