عبدالعزيز الدويسان يكتب: المسلمون قادمون

الكاتب البريطاني أنتوني بيرجس الذي عاش بين عامي 1917 _ 1993 ، كتب رواية نشرها في 1979 باسم ( 1984 _ 1985 ) وتمت ترجمتها باسم المسلمون قادمون ، والرواية حاول الكاتب التنبؤ بالصورة التي ستكون عليها بريطانيا في منتصف الثمانينات من القرن العشرين ، فيرى الكاتب وجهة نظره في المستقبل ، فهو يرى أن مدينة لندن قد ازدحمت بالمسلمين من بلاد النفط بشكل خاص ، وأنهم قاموا بشراء الكثير من الشقق ، والمؤسسات البريطانية بسبب النفط الذي در على بعض الدول العربية بالكثير والوفير من الثروات .
وفي الرواية يصبح المسلمون بأموالهم وأعدادهم قوة اقتصادية ضاربة في مدينة لندن ، مما يدفع بحدوث المزيد من التغيرات السياسية ، فالملك تشارلز الثالث يتولى عرش البلاد من أجل استعادة الديموقراطية لكن البرلمان غاضب على ما حدث في لندن ويودون وضع حد للنفود العربي الاقتصادي في لندن ، ويقصد الكاتب المسلمين من الخليج العربي بزيهم الشعبي وثرواتهم وأموالهم إذ ليس كل المسلمين في كل الدنيا أثرياء .
فتنقسم لندن إلى قسمين ، والعرب يقفون إلى جوار الملك الذي يبارك وجودهم في لندن ، ويحضر المناسبات الدينية المختلفة ، ويصور الكاتب أنتوني بيرجس شهر رمضان الكريم وقد تغيرت تماما في لندن ، فالصلوات تعم المدينة ، وصوت الآذان يرتفع ، والمدينة تكاد تخلو من المحرمات .
لنتسع أكبر في هذا المقال وفي رواية الكاتب انتوني بيرجس وبدل حصر لندن في المسلمين من عرب الخليج نذكر المسلمون بشكل عام ، لندن بضخامتها بعراقتها بتنوعها بحداثتها ، لندن عاصمة الضباب بلاد الألوان والأجناس وتنوع الثقافات و الديانات و الحضارات والعادات تشكل فسيفساء ولوحة لأحد أكبر عواصم العالم حيوية وتعدد .
وإن قلت لندن تقول هارودز ، ويست فيلد ، الهايد بارك ، اجور رود ، الباص الأحمر ، لندن للعرب هجرة والبعض للشهرة والعلاج والسياحة والترفيه والتجارة والاستثمار والراحة والاستجمام ، العرب الخليجيين الذين ينفقون بسخاء في لندن واستعراض بالسيارات الفاخرة والمجوهرات الثمينة .
وقبل أيام فوز صديق خان ذو الأصول الباكستانية بأول رئيس مسلم لعاصمة غربية كبرى الذي قال ' أنا فخور إني مسلم ، لندني ، بريطاني ، أصول باكستانية ، أنا أب وزوج ومناصر لليفربول منذ زمن طويل ، أنا كل هذا ' .
هجرة العرب أو لعبهم كمحترفين وكثرة الاسماء العربية في الاندية الانجليزية ، ومؤخرا فوز الجزائري رياض محرز مع ليستر بلقب البريمرليغ لأول مرة بالتاريخ واختياره كأفضل لاعب بالمسابقة ، والعودة لرواية انتوني بيرجس ، فالمسلمون يتفوقون ويتصدرون ويتألقون ويزدادون وينتشرون فالمسلمون قادمون .