السُّلطة... تحرق أوراقها مع الشباب .. هكذا يرى عبد المحسن جمعة
زاوية الكتابكتب مايو 18, 2016, 10:35 م 586 مشاهدات 0
الجريدة
آخر كلام - السُّلطة... تحرق أوراقها مع الشباب
عبد المحسن جمعة
تتراكم أفعال الإحباط وحرق السُلطة لأوراقها مع الشباب الكويتيين بشكل متواتر، وها هي بعد أن أخفقت في ملفات ذات صلة بهم مثل الإسكان، وتوفير فرص العمل المناسبة، وتقليل كلفة الحياة للأسر الناشئة لتمكين الشباب من الزواج، ما أدى إلى ارتفاع سن الزواج وزيادة نسب العنوسة في المجتمع بشكل لافت، تضيف مؤخرا فعلاً جديداً محبطاً للشباب من خلال تسبب بعض أبناء الأسرة الحاكمة في إيقاف نشاط اللعبة الرياضية الشعبية الأولى لدى شباب الكويت وهي كرة القدم.
ورغم العناية التي يوليها سمو أمير البلاد لقطاع الشباب وإطلاق عدة مبادرات ومشاريع شبابية تحت رعاية سموه مباشرة، فإن هناك من يدمر ذلك بأفعال سلبية سواء بدفن مبادرات الشباب أو بعدم محاربة الفساد بجدية لإعطاء أمل بمستقبل أفضل لهم، أو بقتل أهم نشاط يرتبط بالشباب وهو قطاع الرياضة واستغلاله في المنازعات السياسية وتصفية الحسابات الشخصية.
السُلطة لو توفرت لديها الإرادة لحلت قضية الرياضة ومهزلة 'شرشحت' اسم دولة الكويت في المحافل الرياضية الدولية منذ وقت طويل، ولما كانت دولة ترى ما يجري هذا وتكتفي ببيان من مجلس الوزراء يبدي فيه أسفه على إيقاف نشاط كرة القدم الوطنية! السُلطة في الكويت في نهاية خمسينيات القرن الماضي (1959) حلت جميع الأندية بسبب بعض الأنشطة التي اعتبرتها تشكل تهديداً للنظام، وبعد ذلك تمت هيكلة أنشطة الأندية والجمعيات وفقاً لتشكيل وقوانين جديدة.
واليوم نحن في أشد الحاجة إلى 'نفضة' للرياضة، وإعادة هيكلة ذلك القطاع المهم، عبر حل جميع مجالس إدارات الأندية، ووضع قانون جديد للانتخابات والعضوية في الأندية الرياضية، يتم عبره حسم عدة مشاكل، وبصفة خاصة علاقة السياسيين وأصحاب المناصب العامة بإدارة الأنشطة الرياضية، وهذا بيد السُلطة، لأن المعلوم للجميع أن الدولة هي الممول لجميع الأندية والاتحادات الرياضية، ويمكنها بقرار أن تجمد الصرف على أية جهة تتعمد إيذاء النشاط الرياضي أو التعريض باسم الكويت في الخارج حتى تعود إلى صوابها.
هذه الحلول، وحلول أخرى كثيرة، أمام السُلطة لمعالجة الملف الرياضي، فلا يمكن أن تخضع دولة لمطالب اتحادات رياضية دولية أو محلية، أو تكون ساحة لحضور موظفين من اتحاد دولي لزيارتها والتفتيش على قوانينها السيادية والمطالبة بتغييرها، وإذا كان بعض أبناء الأسرة الحاكمة يقفون ضد بلدهم في منظمة دولية بالقول أو يقدمون أوراقاً ومستندات لوقف نشاط بلدهم الرياضي، فما هي الرسالة التي توجه إلى شباب البلد وللقيم الوطنية لديهم؟! بسبب كل ذلك أصبح هناك قناعة مؤكدة لدى الأغلبية من أهل الكويت أن ملف الرياضة موضوع يخص 'الأسرة'، وهي القادرة عبر مبادرة وحسم منها على أن تحله، وخلاف ذلك فهو مضيعة للوقت والجهد والمال دون جدوى أو نفع!
تعليقات