المغرب: ذخائر مكتبة القرويين تثير فضول علماء الطب
منوعاتمايو 17, 2016, 9:06 م 1325 مشاهدات 0
لازال كتاب 'الأرجوزة الطبية ' لابن طفيل، يثير فضول المختصين في الطب من مختلف بقاع العالم، خاصة وأن هذا الكتاب النادر يتناول مختلف الأمراض من المعدية إلى الأورام الخبيثة.
وقال عبد الفتاح بكشوف محافظ خزانة القرويين في مقابلة خاصة مع 'العربية نت'، إن مرد اهتمام علماء الطب مغاربة وأجانب بـ' الأرجوزة الطبية '، يعود إلى كون الكتاب يشرح جل الأمراض من الرأس إلى القدمين وطرق علاجها بطريقة رياضية.
وأضاف بكشوف إلى أن هذا الكتاب لا تتوفر منه إلا نسخة واحدة في العالم، وهي الموجودة بخزانة القرويين بمدينة فاس. فيعود تاريخها إلى عهد الموحدين والمرابطين إبان حكمهم للمغرب والأندلس.
وأشار المتحدث إلى أن خزانة القرويين تتوفر على رصيد مكتبي غني يصل إلى 4000 مخطوط، مبوبة بطريقة الكترونية وعلمية، العديد منها حبسها مؤلفوها خصيصا لهذه المعلمة التاريخية، التي تعد من أقدم المكتبات في العالم، حيث تعود نشأتها إلى سنة 750 هجرية على يد السلطان أبي عنان المريني.
وعرض المحافظ على 'العربية نت'، نسخة فريدة من كتاب ' العبر' لعبد الرحمن ابن خلدون، تحمل توقيعه شخصيا، والذي يشير فيه إلى أنه حبس هذا الكتاب لفائدة خزانة القرويين، وتم ذلك حين كان يقيم ويدرس بمدينة فاس، واختير هذا المخطوط من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ' اليونسكو ' ضمن التراث العالمي الإنساني.
ومن ضمن أمهات الكتب، التي توجد بهذه المعلمة، نذكر كتاب 'الأخلاق' لأرسطو هي النسخة الوحيدة المترجمة للعربية ويعود تاريخها للقرن الثاني عشر.
ومن النفائس أيضا، كتاب 'البيان والتحصيل' لابن رشد ويتحدث فيه عن الخلافات الفقهية التي كانت دائرة بين الفقهاء العرب في القرن السابع الهجري.، وتعود أهمية هذا المخطوط بحسب بوكشوف الى ندرته وكونه مكتوب على رق الغزال وطبع في 20 جزءا.
كما أطلعنا المحافظ على مقتطف من مصحف كريم نادر مكتوب بماء الذهب على رق الغزال بخط كوفي قديم، يعود تاريخه إلى نهاية القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث،لا توجد أية نسخة مطابقة له في أية خزانة أخرى، وإنما هناك مقتطفات أخرى بطهران واسطنبول ربما إذا جمعت تبعا له، تكون مصحفا كاملا.
كما يوجد بالخزانة، كتاب الإنجيل مترجم للغة العربية ومكتوب على الرق بخط أندلسي، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، وكان الراحل الملك الحسن الثاني أهدى نسخة منه للبابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته للمغرب سنة 1985.
من أجل الحفاظ على هذه الكنوز الثمينة عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على ترميم المكتبة وما تحويه من مخطوطات، وذلك على فترات مختلفة، ضمنها محطتين كبريتين، الأولى كانت سنة 2004، والثانية لازالت جارية الآن، وهي في مراحلها الأخيرة، وبانتهائها سيتم افتتاح المكتبة رسميا للعموم، وبخاصة الباحثين من مختلف بلدان المعمور
تعليقات