(انتي طالق) و (طلقني) عبارات سهل أن ينطق بها بعض الأزواج !!

محليات وبرلمان

الإنفصال بين الزوجين في مجتمعنا لابد أن تصاحبه ثرثرة نسائية وشائعات تنافس الصواريخ بسرعة انتشارها

997 مشاهدات 0


نسبة الطلاق في الكويت في تزايد كبير ولعل الكثير من العوامل التي تحيط بالمجتمعات الكويتية من الأمور التي تسهل هذا النهج الذي تسير به أكثر الأسر، و قد تجد بعضهم قد تسرعوا به وآخرين أصيبوا به نتيجة ما يحدث لهم من سلبيات.
كل من الزوج والزوجة يرفض أن يقدم تنازلات للطرف الآخر كنوع من القوة أو رفضا للانصياع وإلصاق سمة الضعف لهم، فتجد العناد والإصرار عليه، أحد الأسباب التي لا تعود بفائدة لأحد منهما، فالرجل يرفض أن يسير وفق متطلبات المرأة لأنه يرى أنه رجلا يجب أن لا يعطيها مجالا بأن تتحكم به، و لكن يرى أن في عصيان المرأة حل جيد إن فكرت أن تناقشه ببعض الأوامر التي فرضت عليها كنوع من الفهم، حيث يرغب بعض الرجال أن تكون طلباتهم أوامر لا مجال حتى لمناقشتها، وأيضا هناك نساء ممن لا تعرف السبل والوسائل التي لابد أن تتحاور بها مع زوجها، فتجد من صراخها وأمها ودموعها أحد الأسلحة التي تضعها بوجه الزوج لتنفذ طلباتها، في حين هناك رجال ينفذون ما ترغب به الزوجة ليس خوفا من علو الصوت ولكن بسبب وجود الأطفال، ولأنهم اختصروا على أنفسهم وقت الصراخ (والحنة) ونفذوا ما ترغب به زوجاتهم رغم عدم اقتناعهم بها، كما أن حب أحدهما للثاني تجعل أحدهم يستغل هذه النقطة لصالحة غير مباليا لمقدار هذا الأمر، معتقدين أنه ذكاء و دهاء، و كثيرة هي الطرق الملتوية بين الأزواج، مقتدين بذلك بقول الشاعر 'من الذكاء تسوي نفسك أحيانا غبي' لكن بالنهاية نجد هناك العديد من الأزواج يشعرون بأن الزواج هو بمثابة الإختناق، وآخرون يجعلوا منه فقط وسيلة للتكاثر وبناء أسرة، حتى لو لم تتوافر العوامل الأخرى كالمحبة والاحترام بين الطرفين.
لو فتحت لنا بعض الأبواب ورأينا بعض الأسباب التي تدفع الأزواج لاختيار طريق الطلاق، لوجدنا أن أغلبها مسببات تافهة جدا ويسهل حلها، ولكن لا يمنع أن هناك حالات فعلا سبل الصلح بينها معدومة، فيكون الطلاق أحد الوسائل التي تنقذ الوضع  قبل أن تتجه الحياة الزوجية إلى طرق أخرى قد تكون الجريمة إحداها.
وللأسف أن الأهل أحيانا لا يكونون خير معين، فتجدهم قد يلجئون للعنف و لاستخدام أقبح الألفاظ والشائعات هي السلاح المدمر كي يتم رمي أسباب فشل هذه الزيجة التي تمت، وكل يرمي سوء الاختيار على أحدا ما من الأسرة،ولا ضير لدى بعضهم لإلصاق تهم تتعلق بالشرف جعلت هذا الابن يطلق تلك الفتاة ويظلمها، وأسرة أخرى  تلصق تهمة شرب الخمر أو تعاطي المخدرات مثلا على الزوج الذي دفع بابنتهم للهروب منه، وكثيرة هي الأقاويل والشائعات، فهل فعلا يستحق أن نزيد الحقد والكره الذي حدث بهذه الأكاذيب المصنعة؟! وحتى إن كانت حقيقية أفلا يحق لأبنائهم أن ينالوا سلاما حتى و لو تم الطلاق؟!
والمصيبة الحقيقية هي عندما يخلف هذا الطلاق ورائه أطفالا يتجرعون ألم الفراق ويشعرون فعلا بآثاره أكثر من آبائهم وأمهاتهم، ولكن ان وجدت الظروف الجيدة لهم وكان الأزواج الذين تفرقوا من الناس العقلاء وهم قلة، فإن أقل الخسائر ستطالهم، والؤال الذي يجب أن يطرح، لماذا لا يتم الانفصال بهدوء؟ ولماذا لا تصبح علاقة الزوج والزوجة بعد الانفصال كأخوة ويرى كل منهم طريقه الذي سيسير به؟ ويضعوا الأبناء الهدف الرئيسي لهم؟ عل وعسى أن يكون هذا الأمر سببا بعودتهم إلى بعض.
والحقيقة أن  مجتمعاتنا تحب أن تضيف إلى أبرز الأحداث كالطلاق  'الإثارة ' المصحوبة معها الكثير من الضجة، وذلك بطرح السؤال بصورة علنية وقد تعلوا أصواتهم لماذا انفصلوا ؟ ماذا حدث ؟؟ هل هناك أمرا ما بأحدهما؟!! وقد يضعوا أنفسهم محللين لهذا الحدث الذي لا دخل لهم فيه، كما تجدهم يقومون بواجب الوصل بزيارتهم للأسر التي أصيبت في هذا الانفصال، ليس حبا فيهم بل من أجل أن يجدوا الإجابة التي كانت مشابهة لتحليلاتهم القبيحة، فهل وصلت عقلية البعض منهم وخاصة النساء بأن يكونوا محللين اجتماعيين لما يجري في البيوت؟! 
الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، وان استطاعت الأسرة أن تتحمل السلبيات من أجل الأبناء فهو أمر لهم الأجر به، لكن إن شاءت الأقدار أن ينفصلوا، فليكف البعض لسانه عن حياة غيره، فلربما ما تحدث به قد يطال حياته  في يوم من الأيام أو يصب به  أحدا من أهله.  
الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك