طهران وإفتعال الأزمات

زاوية الكتاب

رفض إيران التوقيع على إتفاق الحج لإثارة الشارع الشيعي .. يكتب زايد الزيد

كتب 2966 مشاهدات 0


النهار

الخلاصة- طهران .. والأزمات المتتالية

زايد الزيد

جاءت الخطوة الإيرانية مؤخرا برفضها التوقيع على اتفاق يتعلق بتنظيم عملية الحج مع المملكة العربية السعودية، ليثبت بما لا يدع مجالا للشك أن طهران لا تريد سوى أن تفتعل أزمة مع الرياض، على الرغم من أن عملية تنظيم الحج والاتفاق المتعلق به، هو أمر تنظيمي بحت تقوم به المملكة دوما مع سائر الدول في العالم من خلال تنظيم آلية قدوم الحجاج من كل دولة وطريقة منحهم التأشيرات والأعداد المخصصة لكل دولة، ويعرف الجميع أن المملكة تقوم بهذا التنظيم والاتفاق حتى مع دول الخليج العربية وليس مع طهران فقط، لذلك رفضها التوقيع على هذا الاتفاق، يؤكد محاولة طهران افتعال أزمة والتلاعب على الوتر الديني والمشاعر عاطفياً.

والناظر للأمور، يعرف أن محاولة طهران لافتعال هذه الأزمة يأتي بعد ان ادركت ايران حقيقة مهمة وهي قيادة المملكة للقضايا الاقليمية وتثبيت ريادتها على الارض في العالمين العربي والاسلامي، لذلك فهي تريد ان تلعب في ورقة الحج لتثير الشارع الشيعي، ولكن هذا التكتيك يكشف ان ايران خسرت الكثير من اوراقها الاقليمية لاسيما بعد انكشاف محاولات عبثها وتدخلها بشؤون الدول ومنها السعودية والبحرين والكويت، ففي الكويت وحدها تدخلت عبر شبكة تجسسية قبل سنوات ومؤخرا خلية مسلحة ، وأيضا طهران وادواتها في سورية وحزب الله بدأوا يختنقون على الاراضي السورية بعد ان عاثوا فيها تقتيلا وتشريدا بحق الشعب السوري ، ومارست أبشع صنوف القتل والتدمير ولا يقل إرهابها بذلك عن إرهاب «داعش» ، وفي العراق فان اوضاع ادوات طهران ليست على مايرام بعد التطورات الاخيرة، فالتيار الصدري يبدو أنه بدأ يغرد خارج السرب «الإيراني» من خلال مظاهرات حاشدة لأنصار التيار الصدري لأسابيع عديدة وصولا لاقتحامهم للبرلمان، ما يؤكد أن الصدر سقط من يد طهران ولم تعد تقوى على السيطرة عليه.

ممارسات كثيرة تقوم بها طهران. تثبت من خلالها يوما بعد يوما أنها لا تفهم سوى لغة افتعال الأزمات، واليوم جاءت بكل صفاقة لتخدع الشارعين الايراني والشيعي بان المملكة ضد تأديتهم مناسك الحج، وهي خدعة ربما نجد من يسوقها بكل ضحالة، والمؤكد أن أدوات طهران في المنطقة خير سفراء لترويج هذه الخدعة، ولكن العقلاء كثر ويعرفون حق المعرفة التمييز بين مصلحة بلدانهم أو الانجرار والانسياق لتلك المحاولات الشيطانية نحو استثارة الشارع الشيعي، وتأليبهم نحو بلدانهم، فالولاء يبقى للوطن بعيدا عن الطائفة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك