لما لا نعفو عن شعب فقدَ بلده.. مبارك المعوشرجي مطالبا بعودة المعلم الفلسطيني
زاوية الكتابكتب مايو 10, 2016, 11:54 م 1124 مشاهدات 0
الراي
ولي رأي - نعم لعودة المعلم الفلسطيني
مبارك المعوشرجي
أنا من الجيل الذي تعلم وتربى على أيدي المعلمين الفلسطينيين القدماء، الذين كانوا أكثر المعلمين العرب - آنذاك - كفاءة وإخلاصاً وقدرة على تفهم طبيعة المجتمع الكويتي، وتحمل أجواء الكويت الصعبة، بل إن بعضهم ساهم في إنشاء الجمعيات الثقافية والاتحادات الرياضية، فكانوا إداريين وحُكّاماً ومدربين. وقد عملت في سلك التعليم فترة من الزمن معلماً وإدارياً وكان المعلم الفلسطيني - آنذاك- لا يقل عن سابقيه ممن علموني، بل إني شرفت بالعمل رئيساً على اثنين من هؤلاء، هما الأستاذ أحمد حسن حوا، والأستاذ عبد الجواد محمد اللحام، ذكرهما الله بالخير وعافاهما إن كانا حيين، وغفر لهما إن كانا من الأموات، فقد كانا نِعم المعلمين والإداريين في المدرسة.
وفي الغزو العراقي - وقد كنت من الصامدين - كان الأطباء والممرضون الفلسطينيون هم من القلة من العرب الذين بقوا في مستشفياتنا، ومنهم فنيون ومهندسون استمروا في تشغيل محطات تقطير المياه، وتوليد الكهرباء.
نعم! تعاون البعض منهم مع قوات الغزو العراقي، كما تعاون آخرون من بقية الجاليات وقلة ممن يحملون الجنسية الكويتية، وكان هذا التعاون نتيجة للخوف واتقاء الشر أو لاستمرار الحياة في الكويت.
إن ما فات قد فات، وعادت العلاقات مع العراق كما كانت قبل الغزو، وتم افتتاح سفارات الدول التي أسميناها بـ «دول الضد» التي وقفت مع صدام حسين وأيدت غزوه لنا.
واليوم، يدور الحديث عن المطالبة بعودة المعلم الفلسطيني بعد ما رأيناه من تدني المستوى العلمي لطلبتنا وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية بكثرة، ولكن هذه الدعوة لاقت رفضاً من بعض الكويتيين، بحجة إن الفلسطينيين تعاونوا مع قوات الغزو.
لقد عفونا عمن غزانا ونسينا دور من أيده وساعده، فلما لا نعفو عن شعب فقدَ بلده، وتسلّط عليه حكام راهنوا رهاناً خاسراً على أن المشنوق صدام حسين سيحرر فلسطين؟
وأرى - ومن باب الرحمة والعدالة - أن ننسى ما قامت به فئة قليلة حزبية من الفلسطينيين، وألا نعاقب شعباً كاملاً كان في الماضي لنا المعلم والمعين منذ بدأت الكويت خطوات التعليم الحديث، لأن هؤلاء كانوا ضحايا لرهان خاسر، واليوم نحن بحاجة إلى نوع من المدرسين الذين جربناه وجربنا مدى إخلاصه وكفاءته وقدرته على التأقلم مع المجتمع الكويتي.
تعليقات