إعلام يصنع الإنسانية
محليات وبرلمانمحمد النغيمش: استقطاب المغردين المبدعين سيطور الإعلام التقليدي
مايو 10, 2016, 5:19 م 2813 مشاهدات 0
في مشاركته اليوم في منتدى الإعلام العربي الذي ينظمه نادي دبي للصحافة وفي الجلسة الرئيسية التي كانت بعنوان ' إعلام يصنع الإنسانية ' طرح الكاتب الكويتي في جريدة الشرق الأوسط اللندنية محمد النغيمش أفكارا جديدة حول مجاراة وسائل الإعلام التقليدية لشبكات التواصل الاجتماعي عبر استقطاب المبدعين من المغردين ليكونوا جزءا من الإعلام التقليدي ليتم تطوير هذا الإعلام بالحس الإبداعي المتجدد الذي يملكه هؤلاء .
وإذا أبدى ذهوله وإعجابه بما يشاهده في برنامج موجز الذي يرتب ما يبث من سنابات في تطبيق سناب تشات من إبداع غير عادي بين أن المغردين الذين يقومون بتغطية حفلا معينا في الوقت نفسه يقومون بذلك من رؤى مختلفة وبصورة جعلتهم ينافسون الإعلاميين التقليديين .
نصيحة النغيمش لرؤساء مجالس الإدارات في المؤسسات الإعلامية كانت ضرورة أن ترصد ميزانيات أكبر من أجل استقطاب المغردين والنشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي ليكونوا جزءا من أطقم هذه المؤسسات بدلا من تهميش هؤلاء والاكتفاء بالقول عما ينشرونه من إبداعات بعبارة ' وقال مغردون في شبكات التواصل ' ففي ذلك تهميش للأفكار الخلاقة التي أتوا بها سواء كانت مكتوبة أو مصورة .
وذكر أن أحد المبدعين من هؤلاء لديه برنامج في اليوتيوب وحين سألته مذيعة في قناة فضائية مشهورة هل لديك استعداد للانضمام للإعلام التقليدي فرد ' لا الحمد الله أنا مرتاح ' والسبب أنه يعيش في أجواءه التي تناسبه فلديه الاستديو الخاص به ولديه مدير الإنتاج الخاص به ومن دون قيود الإعلام التقليدي .
وقال النغيمش في الإعلام التقليدي وحين تبعثك صحيفة لتغطي حدثا ما تقوم بإعطاءك 100 دولارا فقط منها مصروف السكن والأكل فماذا يمكن أن يصنع لك هذا المبلغ ؟! وأي ضغط نفسي يمكن أن تشكله القيمة المنخفضة لهذا المبلغ عليك كصحفي وأنت تقوم بنقل قصة مهمة أو تعرض حياتك للمخاطر .
وقال يمكن أن تقوم مؤسسة إعلامية بإعطاء المغرد المبدع في وسائل التواصل الاجتماعي مبلغا محترما وتطلب منه تغطية قصة معينة , كما تقوم بذلك وسائل الإعلام المحترمة في الغرب .
وتذكر النغيمش في هذا الصدد الصحفي الكويتي الموهوب عبدالله العتيبي حيث قام خلال تحرير الكويت ( 1991) وبينما كان الناس مشغولين بفرحة التحرير من الاحتلال العراقي , بالدخول للسفارة العراقية في الكويت وجازف بحياته ليحصل على وثائق ومراسلات مهمة جدا تتحدث عن أنشطة الاحتلال العرقي الاستخباراتية وتتضمن أسماء لشخصيات سياسية ورياضية وغيرها كان مطلوبا القبض عليها وإعدامها, وقام بصياغة قصة خبرية رائعة نشرها عبدالرحمن الراشد في الصفحة الأولى في مجلة المجلة وحينها لم يكن العتيبي يعمل في المجلة لكنها استقطبت قصته لتميزها .
وبين أن الإبداع سيكون مستمرا ولن ينتهي وهذا من السنن الكونية ولهذا فمسؤولية مشاركة المبدعين في وسائل الإعلام التقليدية تقع على كاهل رؤساء مجالس الإدارات في المؤسسات الإعلامية فهم من لديهم الميزانيات .
وتساءل' الراتب في العمل الصحافي يولد حالة رتيبة فأين دور المكافأة للصحافي المبدع وقد قدمت اقتراحات عدة بهذا الصدد لأكثر من رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعلامية فمن غير المعقول أن نصرف مبالغا ضخمة على المؤسسة الإعلامية وننسى صاحب القصة والسبق الصحافي' .
وذكر النغيمش 'لنكن صرحاء وأقولها , وأنا أعمل في الصحافة منذ 20 عاما , عبء السبق الصحافي أصبح مضاعفا على الصحافيين اليوم مقارنة بالمنافسين في شبكات التواصل الاجتماعي فمتعب وصعب جدا كتم أي خبر لمدة 24 ساعة'
وقال أنه يفضل كتابة ما يعرف بالقصة الخبرية لأنها تتضمن التحدي وعامل الزمن غير مطلوب فيها كما أنها تتضمن تحديا في صياغة أفكارا عدة بطريقة مشوقة وهو أسلوب غير متبع كثير في الصحف العربية .
وإذ ذكر النغيمش أن الصحافة العربية تتطلب التركيز على التحقيق الصحافي الحقيقي وليس التحقيقات من طراز ' أجمع المواطنون ' وهي تحقيقات الآن يتم تمزيقها لأنها لا تحاكي الواقع دعا إلى استقطاب الصحافيين القادرين على القيام بتحقيقات استقصائية موسعة لأن ذلك سيتيح لوسائل الإعلام التقليدية منافسة شبكات التواصل الاجتماعي كما أن هذه التحقيقات ستحاكي وجدان الناس وتلامس مشاكلهم .
وجزم أن الحكومات عاجلا أم آجلا ستتقبل التعامل مع هامش أوسع من الحريات فعلى سبيل المثال وزارة الداخلية في السابق كانت لا ترد على ما ينشر أو ما يتداول من معلومات إلا إذا أرادت أما اليوم ففي الكويت مثلا حين يحصل اي حدث تقوم وزارة الداخلية بنشر التأكيد أو النفي في شبكات التواصل الاجتماعي وقبل أن ترسل للصحف التقليدية .
وقال النغيمش ليس دوري الدفاع عن الحكومات ولكننا نتغير تدريجيا من دون أن نشعر ومستوى الشفافية يزيد ورسالتي للقادة السياسيين بتوسيع هامش الحريات فحين يتم ذلك نتنفس الصعداء كما أن المسؤول سيحسن من سلوكه على أن نكون كصحافيين ومغردين مسؤولين أيضا ليتم النقد من دون تجريح أو تشهير بلا دليل .
تعليقات