عبدالعزيز الدويسان يكتب: الفشل بذرة النجاح
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان مايو 8, 2016, 7:19 م 1407 مشاهدات 0
يقول المرحوم الدكتور إبراهيم الفقي ' الشتاء هو بداية الصيف ، والظلام هو بداية النور ، والضغوط هي بداية الراحة ، والفشل هو بداية النجاح ' .
الحياة مليئة بالعبر والقصص والمواعظ لأشخاص كان الفشل طريق إلى النجاح ، الفشل طريق نحو الانطلاق والانجاز وأشخاص خلدهم التاريخ بأعمالهم بعد مراحل من الاخفاق ، الفشل للعاقل خبرات متراكمة للوصول للصواب وجادة الإبهار ، علينا أن نعرف أن للكون قواعد معينة يسير بها مثل قانون الجاذبية وقانون الشيخوخة ، ونضيف إليها قانون جديد هو الفشل الذريع هو أول خطوة في النجاح .
هل رأيت يوم طفل يولد من بطن أمه كامل الرجولة قوي البنية ! ، ألم يمر بسنين طويلة من الضعف وهو طفل صغير يحبو حتى يصل إلى عنفوان الشباب ؟ هل تريد النجاح يولد مكتملا دون ألم وفشل ومعوقات ؟ ، فالتدرج للوصول للنجاح قانون كغيره من القوانين التي يسير عليها الكون .
يجب أن نعرف أن النجاح لا يمكن أن يكتسبها الإنسان بالتعلم النظري بل يعيش معاناتها الواقعية ، ثم يكتسب الإنسان الصفات الأساسية التي تصل به إلى طريق النجاح أهمها الصبر والإرادة .
يشرح الإمام ابن الجوزي رحمه الله هذه الحقيقة الثابتة خلال هذه القصة الرائعة الباهرة ستوضح الكثير من المفاهيم حول الفشل والنجاح ومن يستحقها بالفعل ، يحكي الإمام حوارا متخيلا بين الماء و الزيت ، فقال الماء للزيت منكرا : أنا ربيت شجرتك ... فأين الأدب ؟ لماذا ترتفع علي ؟! فيقول الزيت : أنت في (رضراض ) وتعني الحصى الصغار في مجاري المياه الأنهار تجري على طريق السلامة ، أما أنا فقد صبرت على العصر وطحن الرحى .. وبالصبر يرتفع القدر .
فلتأخذوها قاعدة ... لا نجاح يرتفع به الإنسان في الدنيا والآخرة إلا إذا سبقه الصبر على الالم ، ألم المحن والشدائد والإخفاقات ، أما من يريد السلامة فيعيش بالأسفل مع ذلك الماء .
البيضة التي تبدو للعيان جامدة خالية من الحياة ، ما إن تدخل فترة الحضانة حتى تدب فيها الحياة ، ويخرج منها مخلوق جميل يشع حيوية ونشاط ، والليل والظلام الحالك ، ما إن ينبلج ويخرج الضوء والشمس حتى يحيل موت الليل إلى نهار حي مشرق .
هكذا ظلمات الفشل ، ما إن يثابر الإنسان لعبورها ويصبر على معاناتها حتى تنقلب بإذن الله إلى أنوار للنجاح مشرقة تملأ حياة صاحبها حيوية وبهجة .
تعليقات