حلب تُعري المجتمع الدولي

النهار

الخلاصة

- حلب تُعري المجتمع الدولي

زايد الزيد

مع مرور نحو عشرة أيام من القتل المتواصل على يد طائرات النظام المجرم في سورية وبدعم وثيق من ميليشيات مسلحة، شهدت مدينة حلب هدنة مؤقتة - بإدعاء النظام السوري - منذ صباح الخميس الماضي ولمدة 48 ساعة، والحقيقة ان حتى هذه الهدنة تكشف كذب وزيف النظام الدولي، فعن أي هدنة يمكن ان تلزم النظام المجرم في سورية باحترامها، وهو سبب رئيسي في هذه الأزمة وهو سبب ما يحدث في جميع أنحاء مدن سورية، وهو من مارس ومازال يمارس سياسة الأرض المحروقة بدعوى وذريعة مكافحة الإرهاب، فيقتل المدنيين والأطفال والنساء ويقصف المستشفيات ومقار الدفاع المدني وفقا لهذا الزعم.

وفي الوقت الذي كان يفترض فيه ان يمارس المجتمع الدولي وقفة مسؤولة ممثلا بالقوى الدولية الكبرى ومنظومة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، مازالوا يتجاهلون هذه المأساة والجريمة بحق الإنسانية، بالحديث تارة عن ضرورة عودة وفد المعارضة للمفاوضات، وتارة أخرى بالدعوة لاجتماعات لمناقشة قضية حلب، وهكذا بكل بساطة يؤكد المجتمع الدولي يوما بعد يوم أنه فاقد للإنسانية وغير مؤمن بكل الشعارات التي يدعيها، بل الأمر الأكثر غرابة ان المجتمع الدولي ذاته يمارس سياسة التفرقة بالتعاطي مع أحداث سورية من مدينة إلى أخرى، فلنتذكر كيف كان التعاطي مع أحداث كوباني مثلا بالمقارنة بتعاطيه مع أحداث حلب والشواهد كثيرة ولا حصر لها.

واليوم، أمام هذا الواقع المأساوي، بات لزاما على قوى وجماعات المعارضة المعتدلة ان تكون لها وقفة جادة من خلال اتخاذ رؤى موحدة تجاه قضية بلادهم والكشف علانية عن الدور المشبوه لقوى المجتمع الدولي التي مازالت تصطف لصالح الجلاد تارة، وتارة أخرى تساوي بين الجلاد والضحية، ومراجعة سريعة لتصريحات مسؤولي الأمم المتحدث وممثلي القوى الدولية الكبرى بالأيام السابقة ستكشف لنا «كذبة» إنسانية المجتمع الدولي.