الجامعة العربية تطالب بمحاسبة النظام السوري على قصف حلب
عربي و دوليمايو 4, 2016, 6:03 م 846 مشاهدات 0
طالبت دول عربية، خلال اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الأربعاء، بمحاسبة المسؤولين عن الهجمات 'الوحشية' على مدينة حلب شمالي سوريا، واعتبارها 'جرائم حرب'.
وكان الاجتماع بدأ ظهر اليوم، في مقر الجامعة وسط العاصمة المصرية القاهرة، برئاسة البحرين، وبحضور الأمين العام للجامعة، نبيل العربي.
وجاء انعقاد الاجتماع، الذي يعد الثاني خلال أقل من أسبوعين، بناء على طلب دولة قطر 'لبحث الأوضاع المتدهورة في حلب، وسقوط مئات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح نتيجة للقصف المتواصل على المدينة'.
وخلال افتتاح الاجتماع، أدان سفير مملكة البحرين لدى مصر مندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، راشد بن عبد الرحمن آل خليفة، 'الاعتداءات على المدنيين في حلب واستهداف المنشآت الطبية على اعتبار أنها جرائم ضد الإنسانية'.
وأضاف 'آل خليفة'، أن 'هذا العمل يشكل خرقا واضحا للهدنة التي أقرها مجلس الأمن بموجب القرار 2268 لعام 2016، كما يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي' .
وطالب، ببذل 'المزيد من الجهود لوقف العنف، وضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار الأممي رقم 2254، بما يكفل حقن دماء المدنيين السوريين، ويؤدي إلى الحل السياسي للوضع في سوريا'.
ودعا، مجلس الأمن الدولي والدول الراعية للتهدئة، التي تم التوصل إليها في 27 فبراير الماضي بوساطة أمريكية روسية، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الخطير في سوريا، مشددا على 'ضرورة معاقبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم النكراء، وتقديمهم للعدالة الجنائية الدولية'.
من جانبه، أعرب مندوب مصر الدائم لدى الجامعة، طارق القوني، عن 'القلق البالغ' حيال تدهور الوضع الميداني في سوريا، وازدياد وتيرة العنف، وسقوط مزيد من المدنيين الأبرياء ضحايا لهذا التصعيد .
وأدان 'القوني'، في كلمته، عمليات القصف التي شهدتها مناطق متفرقة من سوريا على مدار الأيام الماضية، لاسيما قصف مستشفى القدس، في مدينة حلب .
وناشد، كافة الأطراف المعنية ببذل الجهود اللازمة لتثبيت اتفاق 'وقف الأعمال العدائية'، والتوصل إلى هدنة فعلية وتوسيعها لتشمل جميع مناطق النزاع، مع ضرورة مواصلة العمل على تأمين وصول المساعدات الإنسانية والطبية للمدنيين في المناطق المتضررة والمحاصرة.
في السياق، قال سفير قطر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة، سيف مقدم البوعينين، إن التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة حلب، وما يتعرض له المدنيون فيها من 'مذابح وتهجير على يد قوات النظام السوري التي تستهدف السكان العزل بالقصف الوحشي، يتطلب تحركاً فورياً وعاجلاً لإيقافه ومحاسبة المسؤولين عنه، وتقديمهم للعدالة الناجزة بوصفهم مجرمي حرب'.
وتابع البوعينين، 'لقد آثار قصف قوات نظام الأسد وحلفائه للأحياء السكنية والمستشفيات ودور العبادة بمدينة حلب استنكاراً واسعاً، واستهجان الرأي العام الدولي بسبب السلوك البربري غير المسبوق للنظام الذي أمعن في استخدام الأسلحة الفتاكة، ولم يتوان عن قصف الأبرياء بالبراميل المتفجرة التي تسببت في أضرار بالغة وزيادة عدد الضحايا من الأطفال والنساء'.
كما طالب، 'مجموعة الدعم الدولية لسوريا بتنفيذ تعهداتها حول وقف العمليات العدائية في سوريا، والتدخل السريع لوقف المجازر ضد المدنيين في مدينة حلب وسائر المدن السورية، واستئناف المفاوضات السياسية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة'.
فيما، أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن 'بالغ قلقها إزاء تصاعد وتيرة استهداف المدنيين في سوريا، وبالأخص في مدينة حلب، بما في ذلك استهداف الطيران الحكومي بصورة لاأخلاقية للمستشفيات والخدمات الطبية الضرورية، وذلك تحت حصار وظروف غير إنسانية بالغة الصعوبة'.
وخلال الكلمة التي ألقاها، أمام الاجتماع، خليفة الطنيجي، نائب المندوب الدائم للإمارات لدى الجامعة العربية، أعرب عن تخوف بلاده 'من تقويض المسار السياسي، جراء هذا التصعيد غير المبرر ضد السكان المدنيين'.
وقال، إن 'دولة الإمارات تؤكد على ضرورة تحمل مجلس الأمن لمسؤولياته، وحقن دماء المدنيين السوريين، الذين يتعرضون لهجمات شرسة ولاإنسانية نتيجة استمرار القتال والإصرار على حسم الأمور عسكريًا'.
أما مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية، أحمد البكر، فأكد أن 'الأعمال الوحشية التي يشنها النظام السوري ومن يؤيده ضد المدنيين السوريين في مدينة حلب وغيرها من المناطق السورية تعتبر انتهاكا لكل المواثيق الدولية والشرائع السماوية والدين الإسلامي'.
وقال البكر، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع، إن 'الأعمال الوحشية في مدينة حلب التي تعتبر ثاني أكبر تجمع سكاني في سوريا، تعتبر جريمة إنسانية يتحمل النظام السوري والقوى المؤيدة له مسؤوليته'.
كما أكد سفير السعودية لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، أحمد قطان، أن 'استمرار حكم نظام بشار الأسد وعصابته، لن يحافظ على وحدة أو استقرار سوريا بل سيؤدي إلى تقسيمها'.
وقال قطان، في كلمته إن 'الشعب السوري لن ينسى المجازر والجرائم البشعة التي يرتكبها نظام بشار الأسد' الذي وصفه بـ' السفاح'، مطالبا المجتمع الدولي بـ'وقفة حاسمة إزاء نظام الأسد والعمل على تسهيل إيصال المساعدات الإغاثية للمنكوبين' .
وأضاف، أن 'الأسد سيرحل إما مجبرا أو هاربا وسيلقى، مصير صدام حسين ومعمر القذافي'.
ومنذ 21 أبريل الماضي، تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف عشوائي من قبل طيران النظام السوري، وروسيا لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلًا عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي 'انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي'.
تعليقات