آخر سفير أمريكي لدى دمشق: السياسة الأمريكية فشلت في سوريا

عربي و دولي

703 مشاهدات 0


قال آخر سفير للولايات المتحدة الأمريكية، لدى دمشق، روبرت فورد، إن السياسة الأمريكية تجاه سوريا فشلت فشلاً ذريعًا، موضحًا أن إدارة رئيس بلاده (باراك أوباما)، فشلت أيضًا في حل القضية السورية من خلال الطرق غير العسكرية، في حين أنه كان يتوجب حلها عسكريًا.

جاء ذلك في تصريح، أدلى به، فورد، للأناضول، بالعاصمة واشنطن، حول سياسة بلاده تجاه سوريا، حيث أوضح أن أوباما لم يفلح في التعاون مع القوات المحلية لإلحاق الهزيمة بتنظيم 'داعش'، مضيفًا أن أوباما يرى أن الولايات المتحدة تنخرط كثيرًا في شؤون الشرق الأوسط.

ولفت فورد، أن الدور القيادي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تلقى جروحًا كثيرة، وتضاءلت مصداقيتها، مشددًا 'في الحقيقة أعتقد أن أوباما لا يبالي بذلك كثيرًا'.

وأضاف ' أوباما يعتبر، أن على الولايات المتحدة أن تولي أهمية أكبر لعلاقاتها مع آسيا، حتى لو كان على حساب إضعاف الدور القيادي الأمريكي في الشرق الأوسط'.

وفيما يتعلق باتفاق بلاده مع روسيا حول وقف 'الأعمال العدائية' في سوريا، أفاد الدبلوماسي الأمريكي السابق، أنه من اليوم الأول للاتفاق (27 فبراير الماضي)، تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام السوري، وروسيا من جهة، و'جبهة النصرة'، وفصائل أخرى منضوية في الاتفاق من جهة أخرى.

واستغرب فورد، من موقف أوباما الصامت، تجاه هجمات قوات الأسد، على مدينة حلب (شمالاً) بذريعة إيوائها عناصر جبهة 'النصرة'.

وحول علاقة بلاده، مع قوات 'ب ي د' (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، أوضح فورد، أنه لا يجد تفسيرًا لدعم بلاده مليشيات 'ي ب ك' (الذراع المسلح لـ ب ي د)، رغم علاقاتها مع 'بي كا كا'، التي تعد منظمة إرهابية، من قِبل الولايات المتحدة، وتركيا.

وأشار فورد، أن على تركيا مساءلة واشنطن أكثر حول مشروعية دعمها لـ 'ب ي د'، مضيفًا 'الولايات المتحدة لا تقدم السلاح لبعض الفصائل الإسلامية في حلب، خوفًا من ذهابها لأيدي جبهة النصرة، ومن جهة أخرى تقدم المعونات العسكرية لمليشيات (ي ب ك)، رغم قتالهم إلى جانب منظمة ( بي كا كا) الإرهابية، برأي أن هذا عدم انسجام في الموقف، ونفاق واضح'.

وأضاف قائلاً 'إدارة واشنطن بدأت تدرك أن 'ب ي د' لن يستطيع استرجاع محافظتي الرقة (شمال)، ودير الزور (شرق) من قبضة داعش، وأيقنت أن أكراد سوريا لن يفلحوا في ذلك، لذا بدأت تدرب قوات عربية بدلاً منه، وهذا سيأخذ زمنًا طويلاً'.

وأردف 'بحسب مصادر عسكرية، هنالك 6 آلاف مقاتل، من قوى عربية، تخضع للتدريب الأمريكي، غير أن هذه القوات غير كافية للسيطرة على منطقة كبيرة، لذلك فإن الولايات المتحدة في موقف صعب للغاية، حيث أنها فضلت التعاون مع مليشيات 'ب ي د' في بادئ الطريق، التي لا تسيطر عليها(الإدارة الأميركية) بشكل كامل، واليوم لا توجد بدائل أخرى في يدها'.

وتابع فورد بالقول 'لا أستسيغ 'ب ي د' لكن هذا التنظيم، يسيطر على مناطق في سوريا، ولديه مقاتلون، وهو في نهاية المطاف واقع، وسيأخذ مكانه على طاولة المفاوضات، في المرحلة السياسية بطريقة أو أخرى، وينبغي على تركيا، والولايات والمتحدة مناقشة هذا الموضوع بشكل موسع'.

وأفاد الدبلوماسي المتقاعد، أن إدارة أوباما، لم ترتح للمعارضة السورية، بذريعة علاقاتها مع جبهة 'النصرة'، وفضلت الميليشيات الكردية عوضًا عنها، والتي تربطها علاقات مع منظمات إرهابية أيضًا، مضيفًا أن واشنطن في موقف حرج على هذا الصعيد.

وشدد فورد، أنه 'سيأتي يوم ويهزم (داعش) عسكريًا، والولايات المتحدة لا تمتلك استراتيجية لاحتواء المناطق التي سيتشكل فيها الفراغ، عقب هزيمة التنظيم'.

وأوضح أن واشنطن لم تمارس ضغوطات قوية على بشار الأسد، والنخبة التي تمتلك القرار في سوريا، فيما يتعلق بإجراء المفاوضات، مشيرًا أنه من أكبر الأخطاء الأمريكية في سوريا، عدم تقديم الدعم الكافي للمعارضة بين عامي 2012، و2013.

وحول سؤال من يجب أن تدعم واشنطن، من المعارضين السوريين، لفت فورد، أنه على الولايات المتحدة العمل بقرب مع تركيا، والمملكة العربية السعودية، وانتاج استراتيجية كاملة ومفصّلة في هذا الخصوص، مضيفًا 'غير أن هذين البلدين لديهما رؤية مختلفة عن الولايات المتحدة، في بعض القضايا'.

وفيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية، التي ستجري في نوفمبر ، المقبل، أكد فورد، أنه 'على الإدراة الجديدة لواشنطن، أن تقرر ماذا تريد من إيران أولاً، هل ستقف ضد انتشار نفوذ طهران في الشرق الأوسط، أم ستقبل بذلك؟'.

وعمل فورد، كسفير للولايات المتحدة الأمريكية لدى دمشق، بين أعوام 2011، و2014، وكان نائب سفير بلاده لدى بغداد، بين أعوام 2008، و2010، وتقاعد في 2014، وحصل على جائزة لخدماته من الخارجية الأمريكية، ويعمل اليوم في معهد الشرق الأوسط للدراسات، (مقره واشنطن).

الآن - الأناضول

تعليقات

اكتب تعليقك