السفير السعودي: توجه المملكة نحو الانفتاح على العالم لا يعني تقديم تنازلات

خليجي

935 مشاهدات 0


أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز سعي بلاده إلى تحويل المجتمع السعودي نحو مجتمع عصري قائم على اقتصاد معرفي موضحا أن الرؤية السعودية (2030) تعتمد بناء مجتمع واقتصاد قادرين على التكيف مع التغيرات في المجتمع الدولي.


وقال السفير الفايز في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة صباح اليوم الثلاثاء إن المملكة تعمل على تحويل اقتصادها من تقليدي يعتمد على مصدر وحيد للدخل إلى اقتصاد يعيش التطورات التقنية المعاصرة ويواكب في الوقت نفسه المجتمعات الأخرى.

وأضاف أن توجه المملكة نحو الانفتاح على العالم لا يعني إرضاء العالم الخارجي أو تقديم تنازلات 'لم ولن يطلبها' أي كان من السعودية مؤكدا سعي بلاده إلى تطوير المجتمع والاقتصاد وتنمية قدرات المواطن السعودي.

وحول رؤى وخطط تنموية مشابهة اعلنتها بعض الدول الخليجية مثل الكويت والإمارات قال إن المسألة تكاملية وتكافلية بين الأشقاء وليست تنافسية موضحا أن كل ما يتحقق للمواطن السعودي والمملكة من إيجابيات ينعكس بالطبع على الدول الشقيقة كدول مجلس التعاون.

واضاف ان ما يربط بين دول المجلس والمملكة 'كبير وكثير' متوقعا ان تحفز الخطة التنموية السعودية الاشقاء في دول المجلس على الاستفادة منها.
واشار الى ان الثروة الحقيقية هي تطوير قدرات العنصر البشري اذ يحمل التاريخ كثيرا من العبر في هذا الصدد لافتا الى ان هناك دولا اعتمدت على مصدر واحد للدخل وتلاشت بعد ذلك.
وتطرق الفايز الى انخفاض الطلب على النفط خصوصا في ظل التوجهات العالمية نحو الطاقة المتجددة مشددا على ضرورة التفاعل مع المتغيرات والوصول الى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القدرة على تطوير منتجات ومشتقات نفطية.
وتوقع إمكانية تحول دور النفط وفقا لرؤية بلاده (2030) من مصدر رئيسي ووحيد للدخل الى احد مصادر الدخل الوطني المتنوعة عبر استغلال النفط الخام بشكل اكبر وانتاج مشتقات ومنتجات كثيرة تدر عوائد افضل.
وذكر ان الاقتصاد السعودي سيسجل بحلول عام 2030 تحولات جذرية قائمة على الدراسة والتخطيط وصولا الى نتائج ايجابية مبينا أن الخطة تنبع من خصوصية موقع المملكة الجغرافي كونها حاضنة الحرمين الشريفين ودورها المحوري في المنطقة العربية والاسلامية الامر الذي يلقي مسؤولية كبيرة وريادية على عاتقها.
واكد ان الرؤية تهدف الى جعل المملكة قادرة على التعامل مع كل المتغيرات مع تركيزها على زيادة رفاهية المواطن السعودي ورفع قدرته على المنافسة ومستوى تعليمه وانفتاح المجتمع في فترة زمنية قصيرة.
واعتبر الفايز ان رؤية (2030) خطة عمل طموحة تعكس روح الحماس ورفع مستوى الخدمة الوطنية الى مستويات اعلى وفق ما اعلنه ولي ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان آل سعود الأسبوع الماضي في الرياض حيث عكست تلك الرؤية حرص القيادة السعودية على تطوير الاقتصاد.
وتطرق الى حديث الأمير محمد بن سلمان عن صدمة انخفاض أسعار النفط و'ادمان' المجتمعات الخليجية الاعتماد الكلي على النفط باعتبار أن هذا المصدر 'معين لا ينضب' مؤكدا ان الرهان على مصدر وحيد للدخل هو 'رهان خاسر'.
ولفت الى ان هدف الرؤية (2030) هو تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل عبر تنويع الدخل الوطني ورفع مستوى انتاجية المواطن سواء في القطاع الخاص او الحكومي ما يجعل هذه الخطة طموحة ووثبة عملاقة نحو المستقبل مؤكدا ان عالم اليوم تزداد فيه التنافسية والحرص على تقوية المجتمعات.
ومن بين ما تضمنته الرؤية أوضح السفير الفايز ان بلاده تطمح بالوصول الى 30 مليون معتمر سنويا وطرح ما نسبته خمسة في المئة من أسهم شركة (ارامكو) للاكتتاب العام ما يجعلها تحت المجهر الامر الذي ينعكس ايجابا على رفع اداء الشركة.
واضاف ان هناك مخططات لزيادة الانتاج في قطاعات مختلفة مثل البتروكيماويات مؤكدا ان العنصر الاساسي في هذا كله هو العنصر البشري من حيث تطويره وزيادة قدرته على التنافس.
وحول دور المرأة السعودية في هذه الرؤية قال انها مكون رئيسي مهم من مكونات المجتمع مشيرا الى دخولها لسوق العمل والقطاع الحكومي تحديدا من خلال الحقل التربوي والتعليمي مؤكدا ان المرأة السعودية اثبتت نجاحها في العديد من المجالات وتبوأت مراكز متقدمة عالية في الكثير من حقول الاعمال.
وردا على سؤال بشأن قيادة المرأة للسيارة داخل المملكة قال إنها مسألة مجتمعية وليست شرعية او سياسية وعندما يتقبل المجتمع مثل ذلك فسيتم اتخاذ الاجراء المناسب.
وحول قضية الاقامة الدائمة وما تضمنته الرؤية عن موضوع البطاقة الخضراء (الجرين كارد) أوضح ان التفاصيل لم تعلن بعد مشيرا الى امكانية منح الاقامة الدائمة لمن تحتاج المملكة الى مهاراته وخدماته.
وأضاف السفير الفايز ان هذا الاجراء لا يربط بين المواطنة والاقامة الدائمة انما هو توجه نحو تعزيز شعور المقيم بالراحة النفسية والامان الاجتماعي.
واشار الى تبني الرؤية جوانب ثقافية تعكس مكونات الاسلام ثقافة ودينا من خلال اقامة متحف اسلامي سيكون من بين اكبر المتاحف في العالم.
وحول اشراك مؤسسات المجتمع المدني السعودي في الخطة والاستماع الى آراء الشباب قال ان بلاده تعيش هذه المرحلة الان وان العمل قائم سواء داخل مؤسسات المجتمع المدني اوالمؤسسات الدستورية.
وتطرق الى تجربته الشخصية في مجلس الشورى السعودي لمدة ثلاث دورات مؤكدا ان المجلس يلعب دورا كبيرا في صياغة الأنظمة ومراقبة اداء الجهات الحكومية المختلفة.
وردا على سؤال حول خصخصة بعض القطاعات الخدمية ومدى تأثيرها على زيادة الأسعار قال الفايز ان الموازنة العامة للدولة تضمنت اعادة النظر في سعر المياه والكهرباء والبنزين والديزل مضيفا ان التجربة اثبتت وجود اثار سلبية للدعم المقدم لمثل هذه الخدمات ما شجع على زيادة الهدر وساهم في زيادة التلوث البيئي.
واوضح ان هناك استنزافا لمصدر مهم للدخل لذا تمت اعادة تسعيرها بصورة لا تضر بالمواطن وفي نفس الوقت ترشد الاستهلاك خاصة مع افتقار المملكة للموارد المائية الصالحة للشرب من انهار وغيرها ما يجعلها تعتمد على تحلية المياه وهي عملية ذات كلفة مالية عالية جدا.
ولفت الفايز الى ان ربع انتاج المملكة من النفط كان موجها نحو الاستهلاك الداخلي موضحا ان الرؤية لم تتطرق الى رفع الأسعار في المستقبل 'ولكن كل شيء قابل للدراسة' والبحث في المستقبل.
وحول استخدام الطاقة الشمسية قال إن بلاده تمتلك مصادر مختلفة للطاقة المتجددة ويمكن استخدامها مؤكدا الحاجة الى مراجعة التعامل مع الطاقة من خلال اعتماد استخدام طاقات متجددة لاسيما انها اقل كلفة من النفط والغاز.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك