من أين أتى مرض السحايا ؟؟
محليات وبرلمانلدينا كوادر طبية قادرة وبجدارة على كشف الحالات المرضية لأبنائنا ولكن .. بعد فوات الأوان
ديسمبر 19, 2008, منتصف الليل 1097 مشاهدات 0
'بدرية' الطفلة الجميلة , رحلت ولكن تركت بعدها تساؤلات كثيرة, ولعل رحيلها كان نوع من التنبيه عما يجري من حولنا من إهمال وعدم وجود كوادر طبية قادرة على كشف الحالات المرضية سريعا, لكننا وبكل تأكيد وبجدارة لدينا من هم قادرون على كشفها بعد فوات الأوان !! كما حصل مع الطفل عبدالله المطيري الذي عاني والديه الأمرين حتى إعترفت الصحة بإصابته بمرض السحايا، وهاهو يرقد في مستشفى الفروانية وسط عناية طبية فائقة، ولكنها لم تقدم له بعد العلاج اللازم، لأنها بإختصار لاتعرف إلا المسكنات.
حالات الوفيات التي تحدث والأمراض التي يتم كشفها متأخرا, محملة معها العديد من التساؤلات التي تتبادر إلى ذهن الكثير من الناس, وبكل بساطة، من أين أتت هذه الأمراض؟ وهل هناك حالات أخرى تم طمس حقيقتها ولم يعلم بها أحد؟ ومن هي الجهة التي لابد أن توجه لها هذه الأسئلة؟!! .
لقد كشفت لنا بعض الحالات التي تحدث من حولنا، صور الإهمال و ضعف جهة وزارة الصحة تجاه كشف الأمراض الخطيرة، التي بينت خلل كبير لدينا ووجهت أعيننا حول جهات أخرى، وبدأت الألسن تضع الاستفسارات والتحليلات لعل وعسى أن تجد لنفسها الأجوبة بدلا من الانتظار والصمت، حتى ظهور حالة أخرى تثير نفس التساؤلات وتضع نفس الأجوبة.
من يعتقد أن سبب وفاة الطفلة (بدرية) كانت نتيجة الوفود العائدة من الحجاج فهو ظن غير صائب, فقد توفت قبل العيد و قبل عودتهم، مما يزيدنا شكا وحيرة, ويوسع دائرة الاستنتاجات نحو العديد من الجهات التي لابد أن يفتح في وجوههم عدة ملفات لدراسة هذا الأمر, ولعل من سيدخل ضمن هذا الاستنتاجات جهات عدة منها وزارة الداخلية والتأشيرات التي تمنحها لبعض الوافدين لدخول البلاد بأعداد كبيرة, والذي استطاع بعضهم أن يزور وضعه الصحي, ويدخل بأوراق تثبت أنه لائق صحيا , وهو عكس ذلك محملا بأمراض يدخلها معه للبلاد, وقد تجده يعالج نفسه بعد دخوله للكويت، وبعد أن نشر الوباء الذي أدخله معه، ويعود معافى لدياره بينما يصاب أطفالنا بما جاء به .
كما أن أصابع الاتهام توجه لوزارة التربية ومدارسها الغير مهيأة صحيا و أمنيا, والتي يصاب الطفل بها بأي نوع من الإصابات المختلفة, لتجده يبقى على حاله وهو مصاب , حتى يحضر ولي الأمر ليقدم الإسعافات الأولية لابنه, أو يسبقه القدر ليأخذه قبل وصوله إليه, فهل يعقل أن الإدارات المدرسية غير قادرة على التصرف بهذه المواقف الإنسانية؟ والتي تثير الرعب لدى الأهالي من ذهاب الأبناء للمدارس التي لا تقدم لهم الأمان.
أضف إلى ذلك العمالة السائبة بالشوارع والتي تسمح بعض المدارس بأن تقوم بالتنظيف والعمل داخلها إلى جانب العمالة الأخرى التي تم التعاقد معها من قبل الوزارة، والسبب يعود لعدم وجود العدد الكافي منهم، مما يستجدي بإدارة المدرسة للاستعانة بهم , وهم من مخالفي قانون الإقامة ولا يحملون حتى إثباتات صحية.
كما أن حالتي السحايا التي ظهرت مؤخرا، فتحت أعين الناس نحو الصحة الوقائية، وهل فعلا قامت بدورها بالتطعيم والتوعية الصحيحة للمجتمع؟! وهل هي فعلا قادرة على تحصين المجتمع؟ أم أنها تفضل عدم إثارة الضجة كي لا يظهر ضعفها أمام الملأ ، ومعرفة قلة المخزون الذي لديهم من التطعيمات لمواجهة أي وباء قد ينتشر مستقبلا، ووضوح استعداداتها نحو أي ظرف طارئ.
عديدة هي علامات الاستفهام التي يبحث عن إجابتها الناس, ولكنهم خائفون من التعامل ممن سبق ذكره وغيره لم يذكر, محاولين إيجاد الإجابات التي يتحاور بها الكثيرون .. كيف و متى ولماذا وأين ؟؟ لكن هل هناك من هو قادر أن يضع الصورة الحقيقية للمجتمع الكويتي !! الذي بدأ يشعر أن هناك خللا ما قد أصابه، وأخطاء ترتكب بدأت تطفح على السطح.
أطفال أبرياء لا ذنب لهم رحلوا، ولا إعتراض على حكمه جل جلاله، ولكن لابد من فتح ملفات كثيرة تجاه الحوادث التي جرت بعدة جهات حكومية , والتي أوضحت أن الأرواح الكويتية أصبحت رخيصة جدا بزمن فائض مادي .. ونقص في الأمان الذي لابد أن يتوفر لها بالقريب العاجل .. وإلا.
تعليقات