(تحديث2) إنطلاق المباحثات اليمنية في الكويت

عربي و دولي

الخالد: المشاورات فرصة تاريخية لإنهاء الصراع وحقن الدماء

2665 مشاهدات 0


دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام التي انطلقت في الكويت مساء اليوم إلى حضور الجلسات بحسن نية ومرونة من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي من الأزمة اليمنية.

وأكد ولد الشيخ أحمد في كلمته خلال جلسة المشاورات التي افتتحها رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن «طريق السلام قد يكون شائكا ولكنه سالك وممكن والفشل خارج المعادلة».

وقال إن التباين في وجهات النظر «جائز ولكن هناك حلولا وسطى..الثغرات كثيرة ولكن بالأفكار البناءة ممكن معالجتها والتحديات قد تعرقل المسار إنما الحلول متوفرة.. الاختلافات موجودة ولكن ممكن التوفيق بينها فمعظم أنظمة العالم تبني على تنوع مكوناتها السياسية وتحولها إلى منحى إيجابي في سياساتها».

وأضاف أن خطة العمل المطروحة تشكل هيكلية صلبة لمسار سياسي جديد سوف يساعد اليمن واليمنيين على الاستقرار والعيش بسلام معربا عن يقينه بأن التوصل الى حل عملي وإيجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف سوف يعكس مدى التزامها وسعيها إلى التوصل لاتفاق تفاهمي شامل.

وذكر أن الواقع الجنوبي يبقى محط اهتمام رئيسي مشددا على ضرورة أن يكون هناك تصور شامل للمرحلة المقبلة يجري بحثه مع الأطراف المعنية وعلى رأسها القيادات الجنوبية.

وأعرب عن شكره لدولة الكويت على استضافة مشاورات السلام اليمنية-اليمنية التي تشكل بداية مرحلة جديدة يعول عليها الكثيرون آملا أن تكون مرحلة السلم والأمان واحترام حقوق الإنسان. ولفت ولد الشيخ أحمد إلى أن الخيار اليوم سيكون واحدا من اثنين لا ثالث لهما (وطن آمن يضمن استقرار وحقوق كل أبنائه) أو (بقايا أرض يموت أبناؤها كل يوم) مشيرا إلى أن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل الانتظار.

وقال في هذا الشأن إن الأرقام تؤكد أنه خلال عام واحد سقط ما يقارب 7000 قتيل و35000 جريح فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثا عن ملجأ آمن مبينا أن اليمن يخوض حروبا على جبهات مختلفة يدفع ثمنها باهظا من أمنه واستقراره ودماء أبنائه فيما طبعت العمليات الإرهابية يوميات اليمنيين في معظم أنحاء البلاد.

وأضاف أنه على الرغم من بدء العمل بوقف الأعمال القتالية في منتصف ليل العاشر من أبريل الجاري و الخروقات المقلقة في بعض المناطق فإن التقارير تفيد بأن ثمة تحسنا ملحوظا على الصعيد الأمني مشيدا بالعمل المتواصل للجنة التنسيق والتهدئة واللجان المحلية.

وأكد أن من المستحيل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتغيير الماضي لكن بالإمكان النظر إلى المستقبل وتحسين الواقع «فالمناصب السياسية تضعكم في دائرة المسؤولية وأنتم مسؤولون عن واقع اليمنيين ومستقبل اليمن» موضحا أن «أنظار العالم عليكم وآمال اليمنيين بين يديكم».

وقال ولد الشيخ أحمد «إن جولة المشاورات ستنطلق من النقاط الخمس النابعة من قرار مجلس الأمن رقم 2216 ومن جدول الأعمال المتفق عليه والمعمول به في جولة مشاورات (بيال) (في سويسرا) في شهر ديسمبر 2015 ورؤيتنا في الأمم المتحدة أن هذه النقاط غير متسلسلة في التنفيذ بل نرى أنه ستجري مناقشتها بشكل متواز في لجان عمل تدرس آليات تنفيذية بهدف التوصل إلى اتفاق واحد شامل يمهد لمسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني».

وشدد على ضرورة الحرص على أن تكون المرأة اليمنية حاضرة في المباحثات ليكون صوتها مسموعا ورؤيتها واضحة «فالنساء اليمنيات لعبن دورا محوريا قبل الحرب وخلالها ولاشك أنهن سيساهمن في مرحلة إعادة الإعمار».

وأعرب عن الأمل في تفعيل دور النساء اليمنيات أكثر فأكثر على الصعيد الوطني «وبعد مشاركة سيدتين في محادثات (بيال) طلبنا من الوفود زيادة التمثيل النسائي في هذه الدورة إذ إن اليمن يستمد حيويته من وجود هذه الأصوات القوية التواقة إلى التغيير وللمستقبل الأفضل وللقيم الإنسانية العليا التي يتبناها الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني».

وتقدم بالشكر للمشاركين على تلبيتهم الدعوة وثقتهم بدور الأمم المتحدة كما شكر المجتمع الدولي على دعمه لمسار السلام مشيدا على وجه الخصوص بدول مجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة للمجلس.

كما تقدم باسم الحضور جميعا بخالص الشكر إلى سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وإلى رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وحكومة وشعب دولة الكويت على الدعوة الكريمة لعقد هذه المشاورات وعلى جهودهم الجبارة وكل التسهيلات التي قدمت لاستضافتها والشكر الموصول إلى سلطنة عمان على الدعم السياسي والتقني لمهام الأمم المتحدة في المنطقة وخاصة مشاورات السلام اليمنية في الكويت.

وأعرب ولد الشيخ أحمد عن الأمل أن تشكل مشاورات السلام اليمنية في الكويت «التي لطالما كانت لها أياد بيضاء في دعم اليمنيين على جميع الأصعدة بداية لعملية إيقاف العنف في اليمن والشروع في مسار السلام».

واشار إلى أن هذه المشاورات مفصلية وتأتي في مرحلة حساسة من التاريخ اليمني «ونحن اليوم أقرب إلى السلام من أي وقت مضى وأنتم وحدكم بإمكانكم أن تعيدوا لليمنيين الأمل والاستقرار وأن تجعلوا اليمن سعيدا كما كان فهو يستحق منكم أن تتعالوا فوق الضغائن وتطووا صفحة الماضي من أجل وطن يحترم حقوق الإنسان وسلطة القانون».

بعد ذلك عقدت جلسة مشاورات مغلقة للبحث في سبل التوصل إلى اتفاق شامل بين الطرفين ينهي الأزمة اليمنية ويسمح باستئناف حوار سياسي شامل وفق قرار مجلس الامن الدولي (2216) والقرارات الاخرى ذات الصلة.

وحضر الجلسة الافتتاحية بالاضافة إلى الشيخ صباح الخالد والمبعوث الأممي كل من نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة اليمن عبدالملك عبدالجليل المخلافي ومحمد عبدالسلام الناطق الرسمي باسم أنصار الله وعارف الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام.

وقال رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إن مشاورات السلام اليمنية التي انطلقت في الكويت برعاية الأمم المتحدة مساء اليوم الخميس تشكل فرصة تاريخية سانحة لإنهاء الصراع الدائر وحقن دماء أبناء الشعب اليمني.

وأضاف الشيخ صباح الخالد في كلمته خلال بدء جلسة مشاورات السلام في قصر بيان 'نأمل أن تسود فيها الحكمة اليمانية المعهودة تجسيدا لقول رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا فالإيمان يمان والحكمة يمانية)' رابطا بين الحكمة وأهلنا في اليمن.

وأعرب عن الأمل في أن تسود الحكمة خلال المشاورات 'واضعين نصب أعينكم معاناة أشقائكم ودمار بلدكم مدركين بأن الحرب لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والخسائر والتشريد وسيدفع اليمن الشقيق الجزء الأكبر من تكاليفها تأخرا في تنميته.. دمارا في بنتيه .. هلاكا لشعبه'.

وذكر أن 'أبناء جلدتكم وأشقاءكم يتطلعون بكل الرجاء إلى مساهمتكم الإيجابية في جولة المشاورات السياسية وصولا إلى وضع الصيغة التي تقود إلى حل شامل ودائم ينقذ وطنكم ويصون أمن واستقرار المنطقة'.

وأكد أن دولة التي وقفت إلى جانب أشقائها منذ عقود 'ترحب اليوم بجهودكم الهادفة إلى وضع نهاية للصراع الدائر متطلعين بكل أمل إلى نجاح المشاروات وصولا إلى السلام الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى المين ويحافظ على وحدة ترابه لنقله إلى مرحلة جديدة بالتعاون مع أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفقا لما نص عليه قرار المجلس الأعلى الموقر في دورته السادسة والثلاثين بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجمهورية اليمنية بالتعاون مع المجتمع الدولي'.

ونقل إلى المشاركين تحيات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وصادق تمنياته بالتوفيق والسداد وتوجيهاته السامية بتقديم كافة التسهيلات والإمكانيات إليكم جميعا دعما وضمانا لنجاح أعمالكم.

وعبر الشيخ صباح الخالد في كلمته عن ترحيب دولة الكويت حكومة وشعبا بالأشقاء أبناء اليمن العزيز في بلدهم الثاني الكويت للمشاركة في مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة والهادفة إلى إيجاد توافق يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن العزيز ويحقن دماء شعبه الشقيق ويضع حدا لمعاناة إنسانية مريرة عاشها ويعيشها هذا الشعب العزيز.

وأعرب عن تقديره للدور الذي تؤديه الأمم المتحدة في رعاية هذه المشاورات ممثلة بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد منوها بجهوده المتواصلة المتواصلة ولفريقه العامل بكامله.

ولفت إلى أهمية التعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفقا لما نص عليه قرار المجلس الأعلى في دورته السادسة والثلاثين بالدعوة لإقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجمهورية اليمنية بالتعاون مع المجتمع الدولي 'لنعمل من خلالها على تلبية الاحتياجات الإنسانية اللازمة وإعادة البناء والإعمار من خلال الدعم الذي سنقدمه والمجتمع الدولي لنتمكن من تحويل الحرب إلى سلام والدمار إلى إعمار والتخلف إلى تنمية'.

وقال الشيخ صباح الخالد 'إننا ندرك جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقكم لمعالجة هذا الصراع المدمر وإننا لعلى يقين بأن وعيكم وحرصكم على وطنكم وشعبكم سيعينكم بإذن الله على المساهمة الفاعلة والتسامي فوق الجراح بما يقود إلى الحل المنشود'.

وأعرب عن الأمل في أن يوفق الأشقاء اليمنيون مؤكدا أن المسؤولية التي تقع على عاتقهم جسيمة وسيسجلها التاريخ ويذكرها لأبنائهم الذين سيفخرون بحكمتهم التي أعادت السلام إلى وطنهم ومكنتهم من ممارسة حياتهم الطبيعية بما يكفل المستقبل الواعد لهم.

تبدأ مساء الخميس، في العاصمة الكويتية، المباحثات بين الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين الحوثيين.

وكان من المقترح أن تبدأ المفاوضات، التي ترعاها الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، يوم الاثنين الماضي.

وأضاف مراسلنا أن الوفد الممثل للمتمردين في اليمن غادر مسقط باتجاه الكويت للانضمام إلى مباحثات السلام.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قد أعلن أن المفاوضات في الكويت ستنطلق يوم الخميس من أجل السعي للتوصل إلى حل نهائي للأزمة.

وفي تصريحات لـ'سكاي نيوز عربية' قال وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي إن المحادثات تسعى إلى تطبيق القرار 2216 عبر مفاوضات السلام في الكويت.

وأضاف الأصبحي 'لا بد من إنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن لإحلال السلام وهو ما تؤكده القوى الراعية للمحادثات اليمنية.'

الآن - كونا وسكاي نيوز

تعليقات

اكتب تعليقك