استفزاز واضح وغير مقبول بالمرة .. محمد الجلاهمة متحدثا عن مطالب الحكومة بشد الأحزمة والتخلي عن دولة الرفاة

الأنباء

وجهة نظر- «استفزاز واضح»

محمد الجلاهمة

قبل أشهر شهدت أسواق النفط تراجعا.. نعم يمكن وصفه بالتراجع الحاد مقارنة بأسعار النفط قبل أشهر، ولكن من غير المقبول أن يصبح الانخفاض مبررا لأن يطلب من المواطن ما لا طاقة له به أو بمعنى آخر أن تأخذ الحكومة هذا الانخفاض في الطلب من المواطنين التخلي عن دولة الرفاة وشد الأحزمة وكأن الكويت تحولت إلى دولة مدينة وفي حالة تشبه الدول الفقيرة.

دعونا نجعل الأرقام تتحدث فعدد الكويتيين يتجاوز المليون بقليل وإذا تمت مقارنة الدخل القومي بعدد المواطنين على مداد عقدين لتحول جميع الكويتيين إلى مليونيرات، قد يعتبرني البعض أنانيا باعتبار أن هناك أجيالا قادمة ومن الواجب علينا أن نعمل لهذه الأجيال بما يمكنهم من العيش في ذات المستوى الذي نعيشه، وأعتقد أن وجهة النظر تلك لها ما لها وعليها ما عليها وشخصيا أتحفظ عليها فحينما يتم النظر إلى مدخول الكويت لعقدين أو ثلاث يفترض أن هناك فائضا يكفي عشرة أجيال قادمة وليس جيلا واحدا.

هذا على افتراض أننا نعيش في دولة الرفاة كجيل حالي رغم تحفظي على مستوى معيشة المواطن ومن يشكك في كلامي هذا أدعوه إلى مراجعة إدارة تنفيذ الأحكام لمعرفة عدد المواطنين الذين يفترض بهم البقاء في منازلهم مع حلول المساء حتى لا يلقى القبض عليهم ويحالون إلى التنفيذ المدني، لأنهم مدينون وأدعو هؤلاء إلى مراجعة البنوك وشركات السيارات والأثاث وغيرها ليعرف هؤلاء أن كشخة المواطن بالأقساط، وأدعو هؤلاء إلى مراجعة الهيئة العامة للرعاية السكنية لمعرفة عدد طلبات انتظار الإسكان، وكذلك مراجعة ديوان الخدمة المدنية لمعرفة عدد العاطلين عن العمل.. إلى آخره.

نخلص من ذلك إلى أننا لسنا جيلا ذهبيا وقد ولد وفي فمه ملعقة من الذهب وإنما جيل مثقل بالديون، عودة إلى الموضوع الذي أود أن أتناوله وأقول إن الطلب من المواطن شد الأحزمة والاقتصاد في مشربه ومأكله وزيادة أسعار الوقود والكهرباء وعدم المطالبة بأي امتيازات مالية ورفع الدعوم وتقليص الامتيازات واعتبار البدلات والزيادات المالية لاسيما كوادر أو ما شابه من المحرمات غير مقبول بالمرة، فالكويت دولة بها الكثير من الخيرات وهذه الخيرات تكفي وتزيد المواطنين والأجيال القادمة، لن أتطرق للهبات التي نقدمها هنا وهناك، وآخرها ما قدم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها وغيرها رغم أننا في حاجة إلى تطوير في الخدمات ومرافقنا الصحية في أمس الحاجة لهذه الهبات، الأمثال العربية الشائعة (إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع) (وحدث العاقل بما يعقل) أنصح الحكومة العمل بها وأن تعزف عن إسطوانة الفقر ومحاولة الإيحاء بأننا في مرحلة تقشف لأني وغيري غير مقتنعين حتى وإن تظاهرت الحكومة باتخاذ إجراءات تقشفية تطول كبار القيادات والتي تأخذ بالشمال أضعاف ما كانت تتحصل عليه باليمين، أخيرا أنصح بعدم تقديم تبريرات لمرحلة صعبة يجب أن نتحملها لأننا بإيجاز غير مقتنعين وغير مصدقين لما يردد بهذا الخصوص فديرتنا بها الخير الكثير أدامه الله علينا والمطلوب من حكومتنا الرشيدة عدم ادعاء الفقر.