طارق حمادة يكتب.. في ديرتنا مليونا لغم
زاوية الكتابكتب إبريل 16, 2016, 10:37 م 664 مشاهدات 0
الأنباء
نافذة علي الأمن - في ديرتنا مليونا لغم
طارق حمادة
في العشرين من مارس الماضي وعبر نافذتي نشرت مقالا بعنوان حملة «الترهيب والترغيب» تطرقت فيه الى حنكة معالي الشيخ محمد الخالد في التعامل مع ظاهرة انتشار الأسلحة والحملة الرائدة لهذا الغرض والتي خلط فيها اسلوب الترغيب وتحفيز المواطنين على تسليم الأسلحة طوعا دون اي مساءلة والترهيب من خلال قانون جديد يحوي عقوبات مغلظة لحائزي الأسلحة بشكل غير قانوني، وفي ذات المقال دعوت وزارة الداخلية ممثلة في قطاع الامن الخاص والذي يتولاه اخي اللواء الكفء محمود الدوسري، ووزارة الدفاع ممثلة في ادارة هندسة الجيش الى اعطاء قضية ازالة الالغام اولوية، ولم تمر سوى ايام محدودة على دعوتي حتى حل اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام، وباعتبار الكويت واحدة من الدول التي عانت بسبب الألغام التي زرعت منذ نحو 26 عاما قامت وزارة الداخلية مشكورة وعبر احد اهم أركانها وهو وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد بتذكير العالم اجمع بما صدر عن العدوان العراقي على الكويت والآثار المدمرة الممتدة لسنوات وسنوات متطرقا بإسهاب الى كارثة زرع ٢ مليون لغم من قبل الغزاة، ففي هذه المناسبة كان لزاما ان نشير ونذكر بما حدث في ذاك التاريخ، فلا يمكن لأي كويتي عايش تلك الفترة من الزمن، إلا أن يتوقف طويلا في هذا اليوم، ليعيد شريط الذاكرة إلى يوم الخميس الأسود الموافق 2/ 8/ 1990م، ذلك اليوم الكئيب الذي شهد كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معان، وهو اليوم الذي اغتصبت فيه أرضنا الطاهرة على يد قوات الظلم والاستبداد، وعلى يد طاغية وجيش كنا نحسبهم أشقاء لنا في العروبة والإسلام.
قضية انتشار الألغام في كل ارجاء ديرتنا وجب ان نذكر العالم بها ونؤكد على ان المعاناة التي خلفها الغزو قائمة.
تصريح الفريق سليمان الفهد جاء ليوضح حجم الكارثة التي لا تزال تعاني منها البلاد من خلال ضحايا ابرياء يلقون مصرعهم او تتعرض أطرافهم للبتر او يظلون مقعدين الى الأبد؟هؤلاء ضحايا الألغام أبرياء لا ذنب لهم سوى انهم يحيون على ارض هذا البلد المعطاء.
تصريح اخي الفريق الفهد جاء ليوضح ان الكويت ومنذ الغزو الغاشم تعاملت مع نحو مليون و650 ألفا من بين نحو مليوني لغم بري وبحري، وأوضح بجلاء أن كلفة ازالة هذه الالغام تبلغ حسب التصريح الرسمي نحو ٦٧ الف دولار مقابل تطهير كل كيلومتر مربع وهي كلفة ضخمة بكل المقاييس، والسؤال الذي ربما يكون مثار استغراب هل هذا العدد من الالغام يمكن لبشر عاقل ان يزرعه على مساحة الكويت المقدرة بـ17 الف كيلومتر مربع؟!
باعتقادي ان حديث الفهد في هذه المناسبة جاء كاشفا لحجم الكارثة التي عانت وتعاني منها الكويت فلم يقل كلاما مرتجلا وإنما قال كلاما مدعما بالمعلومات موثقا حيث ذكر وجود نحو 350 ألف لغم تشكل خطرا على المدنيين.
وان فرقا عالمية متخصصة أكدت على الحجم غير المسبوق من الألغام والمقدرة بـ٩٢ لغما في الكيلومتر المربع.
وأن إدارة المتفجرات قامت خلال الفترة من 1992 الى 2015 بنحو 25814 مهمة وأمر خدمة من بينها 1443بلاغا بوجود ألغام.
ولا يسعني الا ان اتوجه بالشكر الى الاخ العميد عادل الحشاش على تبني وزارة الداخلية ممثلة في ادارة العلاقات العامة الحملة التوعوية المستمرة بمخاطر الألغام والمخلفات الحربية، عبر تنظيم زيارات متواصلة لفرق من الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني للمدارس بالمراحل المختلفة والجامعات والأندية والمجمعات التجارية لإيصال الإرشادات لكافة فئات المجتمع حفاظا على أمنهم.
آخر الكلام
دشنت وزارة الداخلية دورة للرقباء الأوائل وحسنا فعلت الوزارة وذلك للحاجة الى رجال امن يسهمون في حفظ امن واستقرار دولتنا، فقط ما اتمناه وامل ان يلقى قبولا من معالي الشيخ محمد الخالد ان يرافق هؤلاء الرقباء الأوائل خصوصا الميدانيين منهم ضباط لهم خبرات علمية بحيث يستطيع هؤلاء الخريجون اكتساب خبرات عملية تمكنهم من اداء مهام عملهم بصورة جيدة وتحول دون ارتكابهم لأخطاء قد تعوق استمرارهم في العمل او تجعلهم ضحايا لقضايا ترفع عليهم جراء ممارسة العمل الميداني.
تعليقات