عصفور ساندرز يواجه 'نيويوك' في الانتخابات التمهيدية
عربي و دوليإبريل 15, 2016, 9:04 ص 287 مشاهدات 0
مشهد العصفور الذي اقتحم الهرجان الانتخابي للمرشح الديموقراطي بيرني ساندرز قبل ثلاثة أسابيع في مدينة بورتلند، أثار سيلا من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الأميركية.. حتى أن الفكاهي الشهير ستيفن كولبت اعتبر الفوز الذي حققه سنادرز في ولايات آلاسكا وهاواي وواشنطن حينذاك، انعكاسا واضحا لحملة سحرية لا تشبه حملات المرشحين الآخرين.
علق كولبت مازحا: ' يبدو أن العصفور اعتقد أن قطعة خبز قد تكون مخبأة في جيب المرشح العجوز'.
وقالت شبكة 'سكاي نيوز العربية 'الحقيقة أن ما يخبئه ساندرز – ليس في جيبه- بل وسط سطور خطاباته، وفي ثنايا أفكاره التي يطرحها بجرأة نادرة، هو ما يجذب إليه ملايين العصافير من الناخبين صغار السن، في مشهد غريب حول المرشح الأكبر سنا إلى الشخصية الأكثر جاذبية لدى المراهقين وطلاب الجامعات وأبناء الأحياء الفقيرة والثرية على حد سواء.
وفي عملية حسابية أجراها مركز الإعلام والبحوث الأميركي، اتضح أن نتائج الانتخابات التمهيدية في 17 ولاية حتى شهر مارس الماضي، أظهرت أن ساندرز حصد أصوات أكثر من مليون ونصف مليون ناخب ممن تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما، مقابل 600 ألف صوت لكلينتون وترامب و500 ألف لكروز. بل إن الاستطلاعات أظهرت أن نحو 83 بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يفضلون ساندرز على منافسته هيلاري كلينت.
ولا يكمن السر – حسب كثير من المتابعين للشأن السياسي الأميركي- وراء هذا التقدم المفاجئ، في البرنامج الانتخابي للمرشح ولا في الوعود التي قطعها، أو في المشاريع التي طرحها على الناخبين، وإنما فقط في المبادئ التي تغذي حملته والشعارات الكبيرة التي يصر على رفعها كل مرة، لأن الشباب في أميركا – كما في غيرها- كثيرا ما يتحمس لقيم العدالة الاجتماعية ومفاهيم الحرية والمساواة التي كانت المحرك الأساسي لنشاط ساندرز السياسي منذ كان مجرد مناضل بسيط في الحزب الديموقراطي بداية سبعينيات القرن الماضي.
وعندما يسأل هؤلاء الشباب عن سر شغفهم بالمرشح العجوز، فإن معظمهم يجيب أن الرجل يضع أصبعه على الجرح، ويكشف دون مواربة عن المشاكل الحقيقية للمجتمع الأميركي.. فساد وول ستريت، تزايد الفجوة بين الفقراء والأثراء، تراجع مستوى معيشة الطبقة المتوسطة التي تعتبر المحرك الحقيقي للحياة الاقتصادية.. انتهازية الطبقة السياسية .. سطوة أصحاب النفوذ والمال .. وملفات أخرى كثيرة يطرحها ساندرز، فتنطلق وراءها حناجر الشباب بالهتاف وأياديهم بالتصفيق.
ومن المؤشرات التي تؤكد أن محطة نيويورك هذا الثلاثاء، لن تكون مجرد نزهة بالنسبة لكلينتون ما حققه ساندرز في مهرجانه الانتخابي ليلة الأربعاء الماضي، حيث تمكن من جمع أكثر من 27 ألف مؤيد في حديقة واشنطن بمدينة نيويورك، وفي مشهد تجاوز بكثير ما كان قد أنجزه أوباما في نفس المكان قبل ثماني سنوات.. فهل سيحلق عصفور ساندرز هذه المرة في سماء نيويورك؟ أم أن محطة الثلاثاء المقبل ستؤكد أن حماس الشباب لن يصمد أمام قوة المناورة وثقافة الحزب وشبكات الدعم التي لا أحد يتمتع بها مثل هيلاري كلينتون؟ .
تعليقات