الملك سلمان: لمصر في نفسي مكانة خاصة

وسط استقبال رسمي وشعبي حافل، بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، زيارة تاريخية إلى مصر تستغرق خمسة أيام، استهلها بعقد جلسة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تناولت القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التعاون الثنائي الاقتصادي.
وقال الملك سلمان في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» فور وصوله إلى القاهرة: «لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي. حفظ الله مصر، وحفظ شعبها».
بدوره، أعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه بخادم الحرمين الشريفين، قائلاً في تغريدة مماثلة: «أرحب بأخي جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين على أرض وطنه الثاني مصر».
كما أكدت الرئاسة المصرية، على لسان المتحدث باسمها السفير علاء يوسف، أن «مصر لن تنسى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مواقفه المُقدّرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها»، مشيرة إلى أن زيارته «تشهد ترحيبًا كبيرًا من جانب مصر؛ قيادةً وحكومةً وشعبًا».
وتأتي زيارة الملك سلمان إلى مصر تلبية لدعوة من الرئيس السيسي، حيث غادر في وقت سابق من يوم أمس العاصمة الرياض على رأس وفد رفيع المستوى. وأكد الديوان الملكي السعودي في بيان له أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى القاهرة تأتي «انطلاقًا من الروابط الأخوية المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية»، مبينًا أنه سيتم خلالها بحث سبل تعزيز تلك العلاقات في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقبل مغادرته بلاده، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا يقضي بإنابة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد، في إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب في فترة غيابه عن المملكة.
وانعكست الحفاوة المصرية البالغة بالزيارة على مراسم الاستقبال، حيث أطلقت المدفعية داخل قصر الاتحادية الرئاسي، أمس، 21 طلقة، ترحيبا بالعاهل السعودي، فيما زينت الأعلام السعودية وصور الملك سلمان شوارع القاهرة الرئيسية.
وعقب انتهاء مراسم الاستقبال الرسمية عقد قائدا البلدين جلسة مباحثات بعد الظهر. وقال المتحدث باسم الرئاسة علاء يوسف إن الرئيس السيسي رحب خلال جلسة المباحثات بخادم الحرمين الشريفين بمناسبة قيامه بأول زيارة رسمية لمصر منذ توليه مقاليد الحكم، معربًا عما تكنه مصر قيادةً وشعبًا من تقدير ومودة للعاهل السعودي وللمملكة العربية السعودية في ضوء المواقف المشرفة التي اتخذتها إزاء مصر وشعبها.
ومن المقرر أن يعقد الملك سلمان والرئيس السيسي، اليوم الجمعة، جلسة مباحثات أخرى موسعة، بحضور وفدي البلدين، يعقبها حضور مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات بين الدولتين، ومؤتمر صحافي لزعيمي البلدين، حسبما أوضحت الرئاسة المصرية.
ويشمل برنامج زيارة الملك سلمان عدة مقابلات مع كبار الشخصيات والمسؤولين المصريين، بالإضافة إلى عقد لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال المصري - السعودي. كما تشهد الزيارة وضع حجر الأساس لـ«جامعة سلمان» في مدينة الطور بشبه جزيرة سيناء، بتكلفة 300 مليون دولار، ومن المتوقع إنجازها بنهاية 2018.
كذلك تشهد الزيارة توقيع اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة 5 سنوات، بنحو 20 مليار دولار، وبفائدة اثنين في المائة، إلى جانب تقديم قرض لتنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة 1.5 مليار دولار.
من جهته، قرر مجلس جامعة القاهرة بالإجماع منح الملك سلمان الدكتوراه الفخرية بوصفه شخصية عالمية محورية لها تأثير بالغ ومشهود في محيطها العربي والدولي، وتقديرا لإسهاماته البارزة في خدمة العروبة والإسلام والمسلمين، ومساندته لمصر وشعبها.