عبدالمحسن جمال ينتقد استخدام نواب السلف بقيادة الطبطبائي بعض المصطلحات الدينية «محاسبة اولي الامر» في القضايا البرلمانية البحتة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 15, 2008, منتصف الليل 835 مشاهدات 0
مجلس إنجاز أم مجلس تخفيف الضرر؟
الايام المقبلة ستظهر لنا ما اذا كانت عطلة العيد قد هدأت النفوس ام لا.. فتقديم الحكومة استقالتها جعلت الامور تهدأ بعض الشيء، ولكن الظاهر ان بعض النواب ذوي التوجه السلفي هم الذين يقودون «المعارضة» في هذا المجلس وهو امر جديد على هذا التوجه، بل ان هؤلاء النواب انفسهم جديدون على العمل النيابي.. والملفت في الامر ان هؤلاء النواب استخدموا اقسى ادوات المحاسبة البرلمانية في اول ظهور لهم، وان كان النائب الطبطبائي هو من يقود هذا التوجه.
وهنا نتساءل: الى اين سيقودنا هؤلاء النواب؟ وخصوصا انهم اخذوا يستخدمون بعض المصطلحات الدينية «محاسبة اولي الامر» في القضايا البرلمانية البحتة التي لها ادواتها ومصطلحاتها الخاصة.
فالمتعارف في العمل النيابي انه يتحرك وفق سقف حدده الدستور الكويتي الذي اوضح اسلوب وكيفية المحاسبة وحدودها، ثم حدد ذلك وفقا لفهم النائب لما يسمى بالملاءمة السياسيّة وهي التي يجب ان يتحلى بها النواب في تعاملهم الدستوري مع السلطة التنفيذية.
ففي العمل السياسي ينبغي ان تستخدم مقولة الامام علي عليه السلام بما معناه «ما كل ما يعرف يقال، ولا كل ما يقال حضر اهله، ولا كل ما حضر اهله حان حينه..».
اي انه في الممارسة السياسية بين السلطتين لابد من استخدام بعض المرونة وعدم الاندفاع باقصى سرعة قبل استخدام آليات اقل واساليب اهدأ لانه في النهاية هناك من يملك سلطات تفوق سلطات النائب نفسه.
فمع ان الدستور اعطى النائب منفردا حق الاستجواب الا انه قيد تحركه بوجود اغلبية برلمانية تسانده او تعارضه، وبالتالي فان استمزاج رأي النواب مسألة مهمة لكل حصيف يريد ان يصل الى هدف يخدم المصلحة العامة ولا يريد فقط استخدام صلاحياته وإن أدى ذلك الى هدم الهيكل على من فيه.. ولعل الناس اخذت تراقب هذا المجلس وتقيس عمله لا بقدر ما يقدم من انجازات بل بقدر ما يتجنّب من سلبيات بدأت تنعكس على قناعة الكثيرين بقدرة المجلس على المشاركة في التنمية والتطوير ناهيك عن قدرته على الاستمرار.
فحكمة صاحب السمو الامير لتجنيب البلد ازمة سياسية بقبول استقالة الحكومة ينبغي ان يقابلها الاعضاء باعطاء فرصة للحكومة لعرض برنامج عملها والعمل معا لتطبيقه.
اما في غير ذلك فان الاوضاع اذا ما اتجهت الى افتعال الصدام السياسي بالصغيرة والكبيرة فان الامور ستتجه الى منعطفات اخرى لطالما حذر منها الحكماء وحينها لن ينفع صراخ الناس «ولات حين مناص».
د. عبدالمحسن يوسف جمال
تعليقات