يكتب صالح الشايجي: هذا الزمن الكريه!

زاوية الكتاب

كتب 703 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  هذا الزمن الكريه

صالح الشايجي

 

حين تصير أرواح الناس الأبرياء، أطفالا ونساء وشيبا وشبانا، ملهاة وتسلية، ويصير إزهاقها أمنية ترقص في قلب صاحبها، فإننا ـ والحال هكذا ـ أمام مأساة بشرية تبعث الخوف في نفوسنا على معنى الحياة ومعنى الانسانية.

نكون أمام وضع لم تعشه البشرية من قبل، ولكننا عشناه في زمننا هذا.

نعم عشناه يوم اختطاف الطائرة المصرية وإنزالها في قبرص الثلاثاء الماضي، ونحن نتابع بعض الفضائيات ومتحدثيها الشامتين بتلك المجموعة البشرية المخطوفة، كانت تلك الفضائيات ـ ومن خلال بعض متحدثيها ـ تتمنى ألا تتم العملية على خير وألا يخرج الركاب سالمين.

كيف وصل الغل والحقد ببعض الناس إلى هذه الدرجة المدمرة والكريهة والمخيفة؟!

هؤلاء الحاقدون الشامتون بأبرياء لا يعرفونهم ولم يروهم ولا تربطهم بهم أدنى علاقة سوى علاقة المواطنة بينهم وبين مجموعة المخطوفين المهددين بالتفجير وزهق أرواحهم، لا يبالون بأرواح أولئك الأبرياء وكانوا يودون لو كان زر التفجير بأيديهم ليكبسوا عليه ويفجروا الطائرة بمن فيها لتتطاير عظام الأبرياء في الهواء وتلتصق جلودهم بالأرصفة وتسيل دماؤهم تشربها الأرض القبرصية.

انها شهوة التشفي من النظام القائم في مصر ومن رئيسه السيسي الذي جاءت به الملايين البشرية المصرية وأدخلته بإرادتها ـ لا عنوة منه ـ قصر الحكم، وقالت: «نحن اخترناك» وبشرت به ثورة مصرية عارمة شملت النجوع والقرى قبل المدن وضواحيها.

إن كرهكم للسيسي وللنظام الشعبي القائم في مصر، لا يخولكم سوق الأبرياء واتخاذهم سيوفا في حربكم القذرة، ولا يبرر رغبتكم بنهاية دموية لعملية الاختطاف المجنونة تلك.

هؤلاء الذين فرحوا بعملية الاختطاف وهللوا لها، هم على درجة سواء مع الخاطف، وربما كان الخاطف أطهر منهم وأقل حقدا وغلا، فربما قاده جنونه الى إيجاد مبررات شخصية أو نفسية لما قام به، ولكن ماذا لدى أولئك الشامتين الحاقدين ليبرروا موقفهم من عملية الخطف ورغبتهم بنهاية مأساوية لها؟! ولو كان هناك عدل فلا بد أن يساقوا مع الخاطف الى المحكمة، وجريمتهم، عارهم الإنساني الذي يكللهم ويجللهم.

إن هؤلاء رجس بشري فاجتنبوه.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك