عن تلوث الواقع وأكسدة العقول.. تكتب نرمين الحوطي

زاوية الكتاب

كتب 485 مشاهدات 0


الأنباء

محلك سر  -  ماذا نريد؟

د. نرمين الحوطي

 

في الصغر كل منا كان له هدف وأمنية يطمح الى تحقيقها في المستقبل، وعند الكبر وعندما أصبح ذلك الطفل شابا يتلمس واقعه ومحيطه تغيرت الأمنيات وتشتت الأهداف وأصبحت الأغلبية لا تعلم ماذا تريد!

بالأمس عندما كنا أطفال كانت أحلامنا وردية وأهدافنا وأمنياتنا المحاطة بنا جميعها تمتلك الكثير من التفاؤل والأمل، ذلك لأنه كان يوجد من يقوم على حمايتنا من الواقع الذي كنا نجهل منه الكثير في طفولتنا، وعندما نشأنا وأصبحنا جزءا من واقعنا تغيرت الأحلام وتبدلت الأمنيات وأصبح المستقبل والحاضر يحمل ذاك السؤال: ماذا نريد؟

من منا لم يكن له حلم أو أمنية في طفولته؟ ومع مرور الوقت ومعايشة الواقع لم يحقق ذلك الحلم وأصبحت أحلامه مشتتة وكل يوم له أمنية وكل ساعة يلهث وراء هدف، الأغلبية أصبحوا يحملون السؤال: ماذا نريد؟ والأكثرية لا يعلمون إجابته!

تلك هي المفارقة بأنك تسأل ولا تمتلك الإجابة، قد يكون التقصير وعدم المعرفة ناتجين عن الواقع الذي جعل الإنسان لا يعرف ما هدفه، نعم فالمحيط الإنساني أصبح يمتلك الكثير من التلوثات البيئية والفكرية والسياسية وغيرها من الشوائب التي تجعل الفرد لا يستطيع التقاط أنفاسه مما يجعله في حالة ضيق تنفس على الدوم وعندها يصعب على الذهن أن يحدد مساره لأن جسمه وعقله وقلبه يستنشقون الكثير من المعطيات السلبية التي تقوم على تشتيت الذات ومنه يصبح مشتت الأهداف، وهنا تكون النتيجة الحتمية في حاضره ومستقبله هو سؤالنا: ماذا نريد؟

مع تلوث الواقع وأكسدة العقول وغلظة القلوب أصبح ما تريده الأغلبية في أمنياتها وأهدافها أغراضا ملوثة من دنياهم، فتارة نجد من يحفر للآخر لنيل منصبه، وتارة أخرى نجد من يكون هدفه المكائد للآخرين ليكون هو الأفضل في محيطه، ومن هذا وذاك في الهواء المليء بالسلبيات نجد أن الأغلبية اصبحت ما هي إلا مواد سامة للمجتمع مما يزيد من تلوث الواقع أن تصبح الأغلبية لا يمتلكون أمنياتهم الوردية وأصبح الجميع يسأل ولا يعرف الإجابة عن: ماذا نريد؟

مسك الختام: قال أبو العلاء المعري:

ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا

تجاهلت حتى ظن أني جاهل

فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص

وو أسفا! كم يظهر النقص فاضل

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك