نقول للحكومة (الرشيدة) أن تشد حزامها أولا قبل أن تطلب من المواطنين شد أحزمتهم على أمعائهم الخاوية! .. د. عبدالواحد الخلفان يطالب وزير المالية بالمزيد من الشفافية مع المواطنيين

زاوية الكتاب

كتب 491 مشاهدات 0


                                                                                   شد الأحزمة ! 
 
د.عبدالواحد محمد الخلفان 
تصريحات وزير المالية التي يجب أن تكون واضحة وشفافة وتحمل كل معاني المصداقية فيها، فالمواطنون حائرون في الوضع المالي للدولة. لا نطلب من وزير المالية ألا يصارح الشعب خصوصا ان الوزير بدأ يشعر بضغوط الميزانية العامة للدولة التي بدأت تتآكل وتتراجع معها الموجودات المالية للدولة.

التصريحات الصحفية والإعلامية لأي من الوزراء عادة ما تكون جادة ومتابعة بل ومقروءة من قبل رجل الشارع والمواطن بل حتى من الوافد لان الوزير يعبر عن توجهات رسمية داخل وزارته أو المؤسسة الحكومية التي يترأسها. من هنا نعتقد بان التصريحات الصحفية للوزراء يجب أن تطرح بشكل مناسب ومتأن في الظرف الزماني والمكاني المناسب، ولا يجب أن تكون انفعالية أو ارتجالية بشكل تثير الالتباس أو تخرج نتيجة مواقف شخصية أو ردات فعل لمواقف أثارت على سبيل المثال استياء الوزير. اذكر هذه المقدمة، وأنا أتابع بشكل دقيق تصريحات الأخ وزير المالية بين الفينة والأخرى، بعضها ايجابي والبعض الآخر سلبي مما أثار القلق والاضطراب خصوصا تلك التصريحات التي جاءت في الأيام الأولى لانهيار البورصة. نحن على أعتاب مرحلة شديدة الخطورة حيث ان النظام المالي العالمي أصابه الانهيار وقد اثر هذا الانهيار على إفلاس العديد من المؤسسات المالية العالمية الكبرى وعدد من البنوك الاميركية والأوروبية وغيرها، ولم نسلم منها في الكويت عندما أصابت أزمة المشتقات المالية إحدى البنوك التجارية الرئيسية، ولولا عناية الله والتدخل الايجابي للحكومة ممثلة بالبنك المركزي، لحدث ما لا تحمد عقباه. أسعار البترول هي الأخرى في انحدار والأسواق المالية العالمية كلها قد تراجعت مؤشراتها بنسب مخيفة وخطيرة حيث بات العالم يعيش على حالة إفلاس حقيقية نتيجة هذه الكارثة المالية. ما يعنيني هنا تصريحات وزير المالية التي يجب أن تكون واضحة وشفافة وتحمل كل معاني المصداقية فيها، فالمواطنون حائرون في الوضع المالي للدولة. لا نطلب من وزير المالية ألا يصارح الشعب خصوصا ان الوزير بدأ يشعر بضغوط الميزانية العامة للدولة التي بدأت تتآكل وتتراجع معها الموجودات المالية للدولة كنتيجة طبيعية لتراجع وانخفاض أسعار بيع النفط والمشتقات البترولية. المهم في هذه المرحلة المكاشفة والمصارحة بأسلوب هادئ، وعلى الوزير أن يتحدث وان يصارح المواطنين بما يجري بعيدا عن الرتوش والمكياج والمبالغة. إذا أرادت الدولة أن تزيد من إيراداتها غير النفطية، فهذه مسألة قد طرحت منذ زمن بعيد ومنذ سنوات طويلة، وأتذكرها جيدا من بعد تحرير الكويت في عام 1991 ولكنها للأسف ظلت حبرا على ورق وكلام ليل يمحوه ضوء النهار، وتكمن المشكلة انه كلما زادت أسعار البترول ابتعدنا أكثر عن هذا المورد المالي وكلما قلت أسعار بيع البترول نفكر مرة أخرى بهذا المورد. تفكيرنا –كدولة- واضح ليس استراتيجيا وإنما يخضع للحالة المالية والعوامل الآنية التي نمر بها. مؤخرا، بدأ وزير المالية يردد عبارة (شد الأحزمة) في أكثر من تصريح ولأكثر من صحفية وهي تعبر عن تقليص واضح وحاد في المصروفات الحكومية في القادم من الأيام. على وزير المالية أن يقرأ جوانب الهدر المالي وخصوصا ما تذكره بيانات وتقارير ديوان المحاسبة، وعلى الحكومة أن تتخذ قرارا استراتيجيا أولا بمعالجة كل سلبيات تقارير ديوان المحاسبة التي زادت فيها نسب الفساد المالي إلى حوالي 70 في المئة مقارنة بالعام قبل الماضي قبل أن تفكر في وضع رسوم أو ضرائب جديدة على المواطنين. هناك كثير من الإجراءات التي يجب أن تتخذها الحكومة حتى تقنع المواطنين بأنها تسير في الطريق الصحيح لمعالجة الأزمة أو الكارثة المالية العالمية. أخيرا نقول لمعاليه أغلقوا بوابات الصرف غير المبرر، وعالجوا بحكمة بوابات الهدر في الميزانية العامة، قوموا بحملة ترشيد مع مؤسسات الدولة قبل أن تلجأوا للمواطنين (الغلابة) الذين لا حول لهم ولا قوة ويعانون الأمرين من قسوة الغلاء ووطأة التضخم. بقي في النهاية أن نقول للحكومة (الرشيدة) أن تشد حزامها أولا قبل أن تطلب من المواطنين شد أحزمتهم على أمعائهم الخاوية!
[email protected]
 
 

الدار

تعليقات

اكتب تعليقك