مسؤولية حماية البيئة تبدأ من الدولة.. برأي عادل الإبراهيم
زاوية الكتابكتب مارس 22, 2016, 11:36 م 374 مشاهدات 0
الأنباء
قضية ورأي - البيئة لها من يحميها
لواء متقاعد د. عادل إبراهيم الإبراهيم
لا شك أنه مع التطور الصناعي والعمراني وما يخلفه ذلك التطور من مخلفات على اختلاف أنواعها، أثر ذلك بشكل كبير على البيئة مما حدا بالمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة الى الحث على حماية البيئة وخصصت مناسبات عديدة لها، وكذلك فعلت الدول ومنها دولة الكويت بإصدار التشريعات المناسبة لإنشاء أجهزة إدارية منوط بها العمل على حماية البيئة حيث صدر القانون رقم ٢٠١٤/٤٢ والمعدل بالقانون رقم ٢٠١٥/٩٩ بإنشاء الهيئة العامة للبيئة لكي تباشر مهامها في حماية بيئتنا من كل أوجه التلوث ومصادرها التي تؤثر على النظام البيئي الصحي وإيجاد كل السبل والسياسات والتدابير التي من شأنها المحافظة على البيئة ومنها إنشاء الشرطة البيئية.
ولا يخفى ان مسؤولية حماية البيئة تبدأ من الدولة بوضع التشريعات اللازمة لها وإدارة فاعلة لتنفيذ مهامها لمواجهة ما يقوم به الأفراد من الإضرار بالبيئة، وهذا ما لمسناه فعلا مما ينشر في وسائل الإعلام من جهود شرطة البيئة في تطبيق اللوائح والتي نأمل أن نرى أكثر من ذلك في مواجهة الكارثة البيئية اليومية التي تسببها شاحنات النظافة وهي واضحة للعيان صباحا ومساء، وما يقوم به العمال فيها من فرز النفايات بصورة غير حضارية تسيء للدولة وكأنه ليست هناك مراقبة على الرغم مما تصرفه الدولة من مبالغ طائلة لعقود النظافة والتي تتطلب رشها بالمبيدات بدلا من كونها بؤرا تنشر الأمراض وما تحمله من تلوث بصري لعدم نظافتها فكيف نطلب من شركات المحافظة على نظافة المناطق ونقل المخلفات بطريقة صحية وهي لا تحافظ على نظافة آلياتها وعمالها او حتى الاشراف عليهم، حيث إن فاقد الشيء لا يعطيه؟!
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه من المؤسف حقا ما نراه من بعض المواطنين والوافدين عند ترويض حيواناتهم خارج البيت، سواء في ممرات المشاة المنتشرة في المناطق أو على الواجهات البحرية والمناطق الساحلية، أنهم لا يراعون أبسط أمور النظافة، وما تسببه من تلوث صحي وأمراض دون وجود ضوابط لمثل هذه السلوكيات السلبية التي تؤثر على صحة الناس، لذا نأمل من الجهات الرسمية وضع عبارات إرشادية متضمنة العقوبات الرادعة لمثل هذه التصرفات غير الحضارية، وهذا الأمر ليس بغريب، حيث إنه في الدول الأوروبية ليست إرشادات فقط بل توضع مكائن بها أكياس خاصة لهذا الغرض.
ومن حسن الطالع ان هذه الهيئة الوليدة يديرها شباب أكفاء لهم من الخبرة والدراية البيئية ما يتطلع المجتمع اليه في حماية البيئة من كل أشكال التلوث والاستفادة من خبرات الدول الأوروبية والآسيوية في هذا المجال، وضرورة تقديم الدعم اللامحدود لها من الجهات الحكومية والأهلية لها لكي ننعم ببيئة نظيفة خالية من التلوث، وهذا ما نأمله من أن البيئة لها من يحميها.
تعليقات