الترشيد بتفريغ جيوب المواطنين
زاوية الكتابحلول الحكومة على حساب راتب المواطن – زايد الزيد مستشهداً بأزمة التطبيقي
كتب مارس 22, 2016, منتصف الليل 5520 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة - الترشيد بتفريغ جيوب المواطنين
زايد الزيد
في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط على مستوى دول العالم أجمع ومن بينها دولة الكويت، وفي الوقت الذي تقوم فيه أغلب دول العالم النفطية بسياسات ترشيدية تجاه تعاطيها مع منح وقروض الخارج، أصبحت الآية معكوسة تماما لدينا، فالمنح والقروض والهبات مستمرة على حساب الشعب الكويتي في الداخل، وليس أدل على ذلك من أزمة عدم فتح المواد وعدم وجود الشعب في معاهد وكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الفصل الصيفي، وهو ما تكلل باعتصام حاشد للطالبات الأسبوع الماضي احتجاجا على ذلك وحرمان الطلاب والطالبات من تخرجهم الدراسي في فترات أبكر، وتحدثنا في المقال السابق عن ضرورة تبرع الكويت للكويت من خلال صندوق التنمية الكويتي، أسوةً بما يقوم به للخارج.
والجديد اليوم، يكشف أن الحكومة لا تملك أي حلول لهذه الأوضاع السيئة، بل حلولها على حساب المواطن البسيط، وفي الوقت الذي توقع فيه الكثير من المتفاءلين أن تصحح الحكومة خطأها، إلا أنها أثبتت عكس ذلك - كما توقعنا - بأن قررت حل مشكلة «الشُعب» في التطبيقي من خلال «تخفيض راتب عضو هيئة التدريس والتدريب بواقع الربع من مكافأة الفصل الصيفي»، ووفقا لما نشرته إحدى الصحف بالأمس، أعلن المدير العام للهيئة الدكتور أحمد الأثري أن حل المشكلة جاء عبر تخفيض راتب أعضاء هيئة التدريس والتدريب في الفصل الصيفي، مشيراً الى ان القرار «من المتوقع أن يوفر نحو 900 ألف دينار، وبذلك سيؤمن أعضاء هيئة تدريس وتدريب جدداً وفتح شعب جديدة»، وهكذا بكل بساطة. بدلا من وجود ميزانية كافية لهذا المرفق التعليمي المهم، جاء الحل على حساب أعضاء هيئة التدريس، والمصيبة ان المبلغ الذي تم توفيره يعتبر تافها أمام عشرات الملايين التي تتطاير أمام أعيننا يوميا للخارج!
واليوم نجدد دعوتنا لصندوق التنمية بسرعة تقديم مساعدات عاجلة بمنح الكويت منحاً وهبات لمختلف الخدمات في البلاد وأولها الخدمات التعليمية، لا سيما أن هناك أزمة مقبلة على الأبواب وهي أزمة القبول في الجامعة، وهي الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد منذ ستينيات القرن الماضي، فصندوق التنمية أقام عشرات المشاريع التعليمية في الخارج، ولذلك باتت الأولوية ان يلتفت الصندوق للداخل، بدلا من حلول تطال جيب المواطن الكويتي.
تعليقات