الهوني مودعاً طرابيشي: عاش وكأنه روح بلا جسد
منوعاتمارس 20, 2016, 8:46 م 1705 مشاهدات 0
مثل رحيل المفكر السوري جورج طرابيشي خسارة كبيرة للفكر والثقافة في العالم العربي. فلأكثر من خمسة عقود أنتج طرابيشي من المؤلفات الفكرية القيمة، والتي أثرت المكتبة العربية ما عجزت عنه بعض الأكاديميات العلمية التي يشتغل بها عشرات المتخصصين. المحرك والهاجس الذي أشعل النشاط والعزيمة لدى المفكر الكبير خلال تلك العقود هي رغبته في تعميق وترسيخ الفكر المستنير والعقلاني في الثقافة العربية باعتباره الضمانة الوحيدة للانتقال من عالم التراجع والاحتراب إلى آفاق الحداثة والتقدم، واللحاق بالأمم التي تعقلنت وازدهرت.
وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون لم تكن جهود طرابيشي وانغماسه برؤية التنوير الفكري والحداثة الحضارية مقتصرة على تأليف الكتب وإقامة الندوات، بل كانت له نشاطات عديدة خارج هذه الأطر. فكما يذكر المفكر الليبي المعروف محمد عبدالمطلب الهوني، والذي ارتبط بصداقة طويلة ووثيقة مع طرابيشي في مقال تنشره العربية.نت بعنوان 'في وداع طرابيشي'، فإن المفكر السوري كان مشاركا فاعلا في المشروع الثقافي 'رابطة العقلانيين العرب' المعني بنشر المؤلفات الفكرية الداعية للتفكير والنقد.
كما يشير الهوني إلى أن صديقه الراحل لم يكن مهتما بالأشياء المادية في الحياة وكان يكتفي بالحد الأدنى، ليترك روحه تتجلى وتعبر عن ذاتها.
وبكلمات حزينة يرثي الهوني طرابيشي واصفا إياه بآخر المسيحيين العظماء الذين الذين أفنوا أعمارهم في أمة آمنوا بها واعتقدوا بنهضتها وانعتاقها.
ويضيف المفكر الليبي بتلويحة وداع أخيرة لصديقه المقرب ورفيق الدرب: 'جورج لم يستأذن في الانصراف ولم يودع أحداً فكيف لروح انفلتت متحررة أن تودع أرواحا لا تزال حبيسة معتقلات الأجساد'.
تعليقات