الإرهاب بات عنصر تأديب.. برأي عبدالمحسن المشاري
زاوية الكتابكتب مارس 19, 2016, 11:50 م 546 مشاهدات 0
الأنباء
يا سادة يا كرام - أميركا والإرهاب و'داعش'
عبدالمحسن المشاري
الإشكالية القانونية للأمن الدولي والإرهاب تطوع الإرهاب ليصبح شأنا إقليميا ودوليا مع تعقد العلاقات الدولية وبروز ما عرف في الاستراتيجيا الأميركية بلعبة الأمم، لقد تطور الإرهاب وتعقد بالموازاة مع تطور الدولة وتعقيدها، واذا كانت الدولة قد طورت أساليب الرقابة والعقاب بالشكل الذي يكاد يكون مطلقا فإن الإرهاب وبمساعدات الدول ايضا استطاع ان يواكب هذا التطور ويحفر في عمق مساحات الضبط الاجتماعي للدول المحروسة أصبحت الجماعات الإرهابية تصول وتجول وتعبر القارات وتنفذ داخل مؤسسات الدول وكذا تعاقب بصرامة وقسوة خصومها بما يفوق قانون عقوبات الدولة، كان من الطبيعي ان يعتبر الإرهاب الجديد رد فعل طبيعيا على الديكتاتورية البنيوية للدولة الحديثة غير ان ما يمنع من حصر الموضوع في هذا المستوى من التحليل هو ان الإرهاب تم احتواؤه وظيفيا من قبل الدولة نفسها في إطار لعبة الأمم وهو ما يؤكد ان الإرهاب هو في نهاية المطاف رد فعل بعض الدول ضد بعضها الآخر، ويمكن القول ان الإرهاب بات عنصر تأديب أو عامل ضغط تمارسه الدول الكبرى ضد الدول الصغرى، هناك اكثر من سبب لجعل نظرية المؤامرة تعاني سمعة سيئة في الأوساط الفكرية وصفوف المحللين السياسيين الأكثر ميلا الى تحقيق معرفة حقيقية بالحدث، إذا كان الإرهاب لعبة بكل ما تعني الكلمة من معنى وهذا البعد اللعبي في نشاط الإنسان القديم والمتحضر على السواء إذا لم نستحضره في تحليل وقائع الدول وعلاقاتها السياسية والاقتصادية في السلم والحرب نكون قد ابتعدنا كثيرا عن حقيقة ما يجري في العالم، سأبتعد كثيرا عن العقلية التي مازالت مهيمنة على التحليل السياسي والتي هي وفية الى حد ما لنمط التفكير الديكارتي وهذا ما يجعلها أبعد ما تكون عن الكوجيتو السياسي الحديث والمفترض، وذلك لأن التفكير لن يقودنا الى فهم الوجود على نحو يقيني، ان الحديث الذي استغرقنا دائما عن الإنسان العقلاني والإنسان الاقتصادي وغيرهما حجب عنا الحقيقة الأهم في كل أطوار نمو الكائن وفي كل نشاطاته الطبيعية والمؤسساتية البدائية والحضارية على السواء، أعني ما عنون به يوهان هوبزتغا احد أهم كتبه «الإنسان اللاعب» في احدى عبارات بورخيص إشارة بديهية الى جدية الطفل الذي يلهو فاللعب هو جوهر نشاط الإنسان، بل والأكثر جدية من كل نشاطاته الأخرى، ولهذا أفضل اصطلاحا اكثر واقعية وبديلا عن نظرية المؤامرة هو نظرية الألعاب التي هي ليست حكما أخلاقيا، بل هي علم ونظرية قائمة بالفعل في التخطيط والاستراتيجيا والاقتصاد والحرب، وستكون لنا مع فلسفة اللعب واثرها السيكوستراتيجي إشارات تطبيقية في مورد آخر، لكن لنتحدث الآن عن ميلاد لعبة الأمم بمعناها الحديث وهي اللعبة التي كان للشرق الأوسط الدور الكبير في تشكيلها في خمسينيات القرن الماضي في الدوائر السياسية والاستخبارات الأميركية وهو ميلاد السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط، سنكتب عنها في المقالة المقبلة ـ المصدر الحرب العالمية الثالثة «داعش» والعراق وإدارة التوحش.
تعليقات