تركيا دولة عظمى.. يكتب حمود الحطاب

زاوية الكتاب

كتب 713 مشاهدات 0


السياسة

شفافيات  - شفت بعيني في تركيا

د. حمود الحطاب

 

حكيت لحضراتكم في مقالتين وأكثر عن موضوعات الرحمة والرفق الذي يمارسه الأتراك, حكومة وشعبا, وقلت بالأمس إنني سأحكي لكم حكاية موضوعها «كلب « والقصة تدخل في الرحمات التركية كما يحلو لي أن اسميها. رحمة ورحمات يمارسها الأتراك يوميا في تركيا, حكومة وشعبا, وسط جوار تركي في غاية التوحش والإجرام في اسرائيل والعراق وسورية. لهذا السبب أعزائي أكتب في هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات… وحتى لا تطول المقدمة فإليكم هذه الحكاية: كنا نقيم في أحد فنادق تركيا؛ وفي صالة الاستقبال رأيت حشدا من الأتراك يجتمعون للنظر من خلف الزجاج وهم في حالة انفعال عاطفي ؛ فظننت أن حادثا قد وقع لشخص, ونحو ذلك, ولا أحب أن أحشر نفسي مع الناس في مثل هذه الأحوال, لكنني استطعت ومن بعيد أن أرى كلبا ينام على الرصيف فقلت: وي! الهذا يجتمعون ثم تساءلت ما العجب وما الشأن الذي تكأكأوا مجتمعين ليروه في كلب على الرصيف, أم أن هناك أشياء أخرى أكثر أهمية ولا أراها؟ وكما قال لقمان الحكيم: “الصمت حكمٌ وقليل فاعله”. فجاءني الجواب كما جاء للقمان المتعجب من منظر دِرْعٍ لم يعرف ماهيتها! فقال الصانع للقمان ومن دون سؤال منه: نِعْمَ الدرعُ؛ هي للحرب. فقال لقمان عندئذ قولته. فقد جاءني الجواب ودون «لقافه»من تركي يتكلم مثلي انكليزية “رطينة” فقال بعاطفة وحماسة: “أرأيت أرأيت كلب مريض في الشارع ولا يوجد من يسعفه! يالله! اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين”. وأترك التعليقات لحضراتكم. كيف يرى الأتراك ما يحدث من كفر في الدين والقيم والإنسانية في بعض دول الجوار؟ أعزائي الكرام في عز البرد هذا العام تذكرون ربما كتبت حول إمام مسجد في تركيا فتح المسجد للقطط لتأوي بداخل المسجد من صقيع البرد؛ فدخلت قطة وأخذت تنقل جراءها واحدا إثر الآخر وتجعلهم على منبر الخطيب, والله لكأنها تتحدى انسانيته ومداها. حدث كل هذا ومن دون اعتراض من الإمام أو من أحد وقد انتشر ذلك الفيديو الذي صورها… الراحمون يرحمهم الله. شخصيا أشعر بالإحراج ألا نكون مثل الأتراك وشخصيا وأمام العالم افتخر بجزء من أمتي يرفع عنا الحرج.تركيا دولة عظمى.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك