تركي الفيصل وكبد الحقيقة

زاوية الكتاب

علي الطراح يخص ((الآن)) بمقال: السعودية تصدت للإرهاب

كتب 5721 مشاهدات 0


خص الكاتب الدكتور علي الطراح بمقال يتناول فيه ما كتبه الأمير تركي الفيصل عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وجاء في مقال الطراح ما يلي:

كنا دائما نردد ان المملكة العربية السعودية تتعرض الى هجمة اعلامية منظمة ، وبمباركة امريكية بالدرجة الاولى ، الا ان دولنا الخليجية تغاضت وادارت ظهرها للحقيقة ، وجاء الأمير تركي الفيصل ليرسل برسالتة الى الرئيس اوباما التي نعتبرها بمثابة مكاشفة تحمل بطياتها الشجاعة التي عودنا عليها سمو الامير تركي ، ليضع النقاط على الحروف دون مواربة . لم يكن ذلك التصريح هو الاول للرئيس اوباما الذي يوضح فيه وجهة نظر السياسة الامريكية الجديدة ، التي نعيدها الى احداث سبتمبر . ودون الخوض بتفاصيل لا مكان لها في هذا المجال، الا ان سلسلة المقابلات التي اجراها جيفري غولدبيرغ في صحيفة ذا اتتلانتك ، كانت بمثابة الرسالة التي كشفت عن المستور . فالسيد اوباما نسى ان تنظيم القاعدة كان نتاج لتحالف هم شركاء في صنعه ، وكان للملكة العربية السعودية الدور في اقتلاع الروس من افغانستان . اليوم انكشف لنا بعض من الاخطاء التي ارتكبها بعضنا ، فنحن كنا نسير وفق معاييرنا العربية التي تتسم بالوفاء بينما نسينا ان السياسة لعبة تحركها المصالح ، وهي بنهاية المطاف التي قادت الى الاتفاق النووي مع ايران .
الرئيس اوباما قال بالحرف : ' ان السعوديين وغيرهم من العرب قد قاموا بتصدير المال واعداد كبيرة من الائمة والمدرسين الى البلاد ( مثل اندونيسيا) في التسعينات، كما قاموا بتمويل المعاهد الدينية والوهابية التي تقوم بنشر النسخة الاصولية للاسلام التي تفضلها المملكة العربية السعودية ' ، وتضمن اللقاء الكثير من الاشارات الواضحة حيال دول النفط الخليجية وان لم يسمها وفضل ان يشير الى السعودية بالتحديد.
الامير تركي في مقاله بعنوان ' لا يا سيد اوباما ' المنشور اليوم بصحيفة الشرق الاوسط اللندنية في عددها المؤرخ في 14 من مارس ، جاء ليذكر الرئيس اوباما باسهامات السعودية في التصدي للارهاب سواء من خلال التعاون الاستخباراتي او تأسيس تحالفات خرجت عن المنطوق الامريكي بعد ان ادركت السعودية المقاصد الخفيه لقيام داعش واحتلالها لاراضي شاسعة في العراق وسوريا ومن ثم ليبيا وبعض من دول افريقيا . نحن نعي ان المخطط درس بعناية ونعي هدفه في هز الثوابت في الاقليم الخليجي . الامير تركي فضل التذكير الذكي الذي يعبر عن هموم مكنونة بالصدور ونتمنى ان ندرك ان التحالفات وان دامت عقود فهي تتغير وفق المصالح ، واننا نملك كل المقومات التي تقلب طاولة اللعبة التي ندرك من الذي صنعها . ولعلنا نقول ان على دولنا الخليجية ان تعي طبيعة ما يحدث وتدرك ان المستهدف ليس بسعودي كما يقدم لنا ، وانما يشمل الاقليم الخليجي بعد فشل حكم الاخوان المسلمين في مصر .فالرؤية الامريكية واضحة ، علينا ان نعيد حساباتنا وفق مصالحنا . فالعنف يطال اوربا ولا نستثني اي دولة من قذائف العنف البشع الذي تقوده داعش او فاحش كما سماها الأمير تركي ، وان المراهنة على حصر العنف والارهاب في المنطقة العربية ما هو الا وهم ، والافضل ان تعيد اوربا وامريكا حساباتها وتدرك ان عصابات العنف المؤجر قابلة للبيع في السوق العالمية .
ما يعنيا ان نعيد بعض من حسابتنا في البيت الخليجي وندرك ان الاصرار على درب الخطأ في بعض من سياساتنا ليس لصالحنا ، وتقييم اخطاء الماضي خطوة تتسم بالشجاعة ، فنحن نؤمن بقوة ان انظمتنا الحاكمة سواء في المملكة العربية السعودية او دولنا الخليجية هي صمام الامان لنا جميعا. فمعالجة ثغرات الداخل تحتاج الى جرأة لكي نسد الثغرات التي ينفذ منها الاعداء .
واما ما نشره طلال سلمان بجريدة السفير ' الهجوم الملكي يقتل العروبة والاسلام ' وشن فيه بغضه وكراهيتة ندرك ابعادها على المملكة العربية السعودية ، فنقول انت على بعد كيلومترات من شعار البعث السوري ' امه عربية واحدة ذات رسالة خالدة' فالاجدر ان تلتفت نحو حزب الله وما فعله بالشعب السوري واستباحته لدماء ابنائه ، وارقام المشردين الذين كانوا ضحية للشعار الخداع الذي انكشف لنا ، ونضيف له ما يسمى بالمقاومة التي رفعها حزب اللة . فالعروبة الناصريه كان عليها الا تتحول الى بضاعة تشترى باموال ايرانية .
وعلى كل حال ، نحن نعيش مرحلة المفاجآت ، ولعل دولنا الخليجية تعي خطورة الموقف ، وتبتعد عن عقد الصفقات الجانبية .

الآن - د. على الطراح

تعليقات

اكتب تعليقك