لبنان بلد يذبحه بعض أهله ويحييه عشاقه.. هذا ما يراه صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب مارس 13, 2016, 11:19 م 490 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - وجها لبنان
صالح الشايجي
لبنان مازال بخير، رغم كل الظروف السياسية والأمنيّة التي تعصف بكيان الدولة فيه.
المؤسسة اللبنانية لم تنهر ولم تتلاشَ، ومازالت في عافيتها وإن اعتورها أحيانا بعض العلة والخلل، ولكنها مازالت بخير وبين وعكة وعافية.
بقاء المؤسسة في لبنان تشهد له قدرة هذه المؤسسة بأجهزتها المختلفة كالأمن والصحة والعدل على اكتشاف منفذيْ قتل الشخصين الكويتيّين اللذين قتلا في منزلهما في لبنان يوم الأربعاء الماضي وبسرعة قياسية قد لا يتم مثلها في بلدان هادئة مستقرة مكتملة العافية.
ولذلك استحقت منا المؤسسة اللبنانية الشكر لإلقائها القبض على قاتليْ القتيلين الكويتيين رحمهما الله، وبعد الشكر لا بد من إظهار فرحتنا وسعادتنا باستمرار تعافي الحالة اللبنانية التي نتمنى لها دوام العافية والاكتمال.
لبنان يعيش ومنذ ما يزيد على أربعين عاما ومنذ اندلاع شرارة الحرب الأهلية فيه عام 1975 والتي استمرت زهاء خمسة عشر عاما، ظروفا صعبة وحرجة، لو عاشها بلد آخر لاضمحل وانتهى وتمزق وربما زال عن الخارطة السياسية. ولكن لبنان هذا البلد الصغير الجميل المشع الأخضر، زارع الفرح وملاذ العرب وحديقتهم ومثوى أفئدتهم، عاش واستمر، يعرج ولكنه لم يقعد ولم ينشل ولم يصبه الكساح.
نعم أصابه الهزال ولكنه لم يمت ولن يموت، تراجع وتقهقر نعم ولكنه مازال قادرا على جذب الناس وحبهم له.
تغيّر وجهه السياسي والأمني واختلت تركيبته السكانية ولكن له من القوة الذاتية ما يجعله قادرا على التأقلم مع المستجدات والظروف الطارئة عليه.
نقلته الظروف المفروضة عليه من معسكر الى معسكر وغيرت وجهه السياسي المعتدل الباسم الواقعي، إلى وجه غضوب صارخ زاعق في معسكر من لا يخاف الله ولا يرحم الناس.
يضع قدميه حيث لا يحب ولكنه مجبر على ذلك الموضع، وإلا فجزاؤه الحريق والنار تشتعل في أخضره ويابسه وتحرق أكباد أبنائه ومحبيه، لذلك لم يكرهه أحد منا ولم نكره وجهه السياسي الجديد لأننا نعلم أنه وجه مستعار وقناع يعبر به هذه الحفلة التنكرية الدامية.
لبنان.. بلد يذبحه بعض أهله ويحييه من هم ليسوا أهله، ولكنهم عشاقه ومحبوه.
تعليقات