وزير الصحة: استراتيجية وطنية لرعاية المسنين تحت مظلة اللجنة العليا

أكد وزير الصحة الدكتور علي العبيدي حرص دولة الكويت على ادراج الرعاية الصحية لكبار السن ضمن أولويات البرامج الصحية وذلك عرفانا ووفاء وتقديرا لما بذلوه من عطاء في بناء الوطن وتحقيق التنمية.

جاء ذلك في كلمة للوزير العبيدي خلال انطلاق فعاليات (المؤتمر الخليجي الأول لرعاية كبار السن) اليوم الأحد، ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية الأهلية الدكتور محمد الخشتي.

وقال العبيدي إنه تم اعداد الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية لكبار السن وخطة العمل التنفيذية الخاصة بها من خلال العمل المشترك متعدد القطاعات تحت مظلة اللجنة الوطنية العليا التي يرأسها هو ويشارك بعضويتها قياديون ومتخصصون وذوو خبرة من الوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني.

وأوضح أن الاستراتيجية ترتكز على خطط العمل الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن تعزيز الصحة طوال مراحل العمر وضمان الشيخوخة الصحية والمشاركة الفعالة في جميع قطاعات المجتمع.

وأشار إلى أن الاستراتيجية تسعى إلى تحقيق الغايات المرجوة منها خلال الفترة الزمنية المحددة لها وضمن الالتزام بتحقيق الاهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.

وأضاف أن الجلسات العلمية في هذا المؤتمر وخلاصة خبرات وعلم المشاركين ستعطي المزيد من الزخم والقوة اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لصحة كبار السن ووضع إطار ومؤشرات المتابعة لرصد الانجازات.

وذكر ان اهداف المؤتمر الذي تشارك فيه هيئات ومنظمات دولية واقليمية إضافة إلى خبراء متخصصين ويستمر ثلاثة أيام تكشف عن حرص اللجان المنظمة على أن يكون المؤتمر منبرا لتبادل الخبرات والتجارب.

وأشار إلى أن المؤتمر هو منطلق لإعداد وتحديث البرامج والاستراتيجيات وخطط العمل المراعية لحقوق كبار السن بالرعاية المتكاملة بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والتحديات التي تواجه النظم الصحية في مجال الرعاية الصحية لكبار السن.

وأعرب عن أمله بأن يخرج المؤتمر بالتوصيات التي تتطلع اليها الوزارة للعمل على الاستفادة منها في تطوير البرامج الصحية والانمائية وتعزيز قدراتها لمجابهة التحديات المتعلقة برعاية كبار السن التي تحتاج الى جهود الجميع.

من جهته قال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجية الدكتور توفيق خوجة في كلمة مماثلة ألقاها نيابة عنه استاذ طب الاسرة في جامعة الملك سعود السعودية الدكتور سليمان الشمري إن احتياجات المسنين تتنوع وتختلف ضمن أربعة أصناف رئيسية هي الاحتياجات الصحية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية.

وأوضح خوجة أن الرعاية الطبية هي من أبرز احتياجات المسن وذلك لكونه كثير التعرض للأمراض والاعتلالات لافتا إلى أن التقدم في المستوى الصحي أدى إلى خفض معدلات وفيات الرضع وإلى زيادة كبيرة في عدد المسنين.

واشاد بدور دولة الكويت ووزارة الصحة تجاه كبار السن وتوجيه كل الاهتمام والرعاية لأصحاب الفكر والمبادرات إلى تبني هذه القضية كمحور إنساني في الخدمات الصحية والاجتماعية.

وأشار إلى الجهود التي تبذلها وزارة الصحة في الكويت لتحسين صحة ورفاهية المواطنين وتمكين المقيمين والزوار من الحصول على رعاية عالية الجودة وعلى جهودها في تعزيز مختلف الجوانب لضمان التنمية الشاملة والمستدامة لهذا القطاع الحيوي الهام.

وعن تقارير منظمة الصحة العالمية لفت خوجة إلى أنها تظهر تزايد شيخوخة السكان في جميع أنحاء العالم وتتوقع أن تتضاعف نسبة سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة من حوالي 11 إلى 22 في المئة بين عامي 2000 و2050.

وأوضح أن التقارير تتوقع ارتفاع العدد المطلق للأشخاص البالغة أعمارهم 60 سنة أو أكثر من 900 مليون نسمة في عام 2015 إلى 1400 مليون نسمة بحلول عام 2030 و2100 مليون نسمة بحلول عام 2050 كما ترجح ارتفاع هذا العدد إلى 3200 مليون نسمة في عام 2100.

وذكر أنه بحسب تلك التقارير فإن نسبة السكان البالغة أعمارهم 60 سنة أو أكثر ستناهز 34 في المئة من سكان قارة أوروبا بينما تقارب نسبتهم 25 في المئة من سكان أمريكا اللاتينية والكاريبي وسكان آسيا بحلول عام 2050.

وعن القارة الإفريقية أشار إلى أنها تتسم بهيكل السكان الأصغر سنا مقارنة بأي منطقة رئيسية غير أنها ستشهد زيادة بالقيمة المطلقة في عدد سكانها البالغ أعمارهم 60 سنة أو أكثر من 46 مليون نسمة في عام 2015 إلى 147 مليون نسمة في عام 2050.

بدورها قالت مدير إدارة الخدمات الصحية لكبار السن في الوزارة وهي الجهة المنظمة للمؤتمر ورئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتورة ابتسام الهويدي في تصريح صحافي إن الملتقى يسلط الضوء على حق كبار السن بالرعاية الشاملة والمتكاملة ونشر مفهمومها وتبادل الخبرات والتشريعات المتعلقة بهذه الفئة.

وأضافت الهويدي أن المؤتمر سيركز على كيفية مجابهة التحديات المتعلقة برعاية كبار السن وتعزيز دور مختلف الجهات المعنية لوضع وتنفيذ الاستراتيجيات وخطط العمل اللازمة لضمان تقديم الرعاية الشاملة لهم بما يتفق مع الاهداف والغايات العالمية المستدامة حتى عام 2030.

وبينت أن جلسات المؤتمر تتضمن محاضرات علمية وعرض تجارب دول مجلس التعاون والدول العربية في هذا الشأن بما يعزز قدرات النظام الصحي لتلبية الاحتياجات المتعلقة بكبار السن.

من جهتها قالت رئيس المكتب الاعلامي بوزارة الصحة وعضو اللجنة الخليجية للاعلام الصحي وتعزيز الصحة الدكتورة غالية المطيري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إنه تم توزيع كتيب خاص بالمسنين في المعرض الطبي المصاحب للمؤتمر بعنوان (صحة المسنين.. كيف تعيش شيخوخة نشطة؟). وأوضحت المطيري أن هذا الكتيب يهدف الى رفع وعي كبار السن والقائمين على رعايتهم من مختلف الفئات العمرية بالمشاكل الصحية التى قد تواجه المسنين وعوامل الخطورة المرتبطة بها.

وأشارت إلى أن الكتيب يتطرق إلى كيفية اكتشاف هذه الأمراض المرتبطة بهذه الفئة مبكرا والحد من مضاعفاتها مع التركيز على السلوكيات الصحية التى تساعد فى الوقاية منها والتعايش معها عند حدوثها لتحسين نوعية الحياة لكبار السن المصابين بها.