مركب الدعم يسير من دون قيادة.. باعتقاد وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 654 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  ندوة ابن خلدون!

د. وائل الحساوي

 

قيل لأبناء الجزيرة بأن عاصفة استوائية ستهب بعد ساعة لتقتلع كل شيء، فاحملوا كل ما تستطيعون حمله واركبوا السفينة لتنجوا من العاصفة!!

قرر خالد اخذ محفظته وقليلٍ من امتعته الشخصية للفرار من العاصفة، بعد ان وصل الى السفينة تذكر خالد بأن لديه تحفا ثمينة اشتراها بأثمان غالية، فقرر الرجوع لحملها، ثم تذكر بأن عدة الطبخ قد تكون ضرورية خلال رحلته فقام بوضعها في كراتينها، وهكذا اضاف عدة اشياء الى محمولاته وعندما وصل الميناء كانت السفينة قد رحلت، وبقية القصة معروفة لكم!!

عاصفة هبوط اسعار النفط هبت منذ عام ونصف العام، وحكومتنا الرشيدة عقدت الاجتماع بعد الاجتماع لمناقشة خطط التعامل مع الهبوط الحاد في الدخل وايجاد البدائل، وأعلنت عن اجراءات كثيرة رحب بها الشعب الكويتي وابدى استعداده للقبول بها لانقاذ اقتصاده، لكن التردد والحرص على عدم فقدان اي ميزة يتمتع بها الشعب في زمن الرفاه، جعلا تلك الخطط تتحطم على جدار الطمع والتخبط!!

آخر تلك المهازل ما حدث في الاجتماع الأخير بين الحكومة والمجلس، حيث اصر النواب على استمرار نظام مكافآت العلاج في الخارج من مبالغ للمرضى والمرافقين بعد دندنة الحكومة لاسابيع حول قرار تعديل مكافآت العلاج في الخارج! وكلامها عن تو فير مليارات الدنانير!!

حضرت ندوة «مركز ابن خلدون للدراسات الاستراتيجية» حول موضوع «حلول عملية للاختلالات في الاقتصاد الوطني» والتي شارك فيها كفاءات اقتصادية كويتية، واستعرض المحاضرون عشرات الحلول للأزمة الاقتصادية الحالية لكنهم القوا الضوء على الاختلالات القائمة والتي تعرقل امكانية الوصول الى حلول بسبب تخبط الادارة الحالية للدولة.

كل شيء تمام!!

ومما ذكره الضيوف:

-1 قانون الخصخصة يحتم بقاء نسبة الكويتيين في الشركة كما كان قبل الخصخصة، ولكن خصخصة محطات الوقود ثلثا عدد محطات الشركة (ثلثا عدد محطات الشركة الأم) تحولت الى مالك واحد والذي قام بتسريح جميع الكويتيين منها.

-2 كذلك تم تخصيص شركة الملح والكلورين وشركة الزيوت، ثم اعطوا الكويتيين مكافآت وفنشوهم!!

-3 تم اصدار قانون كسر الاحتكار وقانون حماية المنافسة ولكن لم يتم تنفيذهما حتى الآن (بعد 9 سنوات على اقرار بعضهما)!!

-4 مدير التأمينات الهارب بملايين الدنانير تم اعطاؤه مكافأة نهاية خدمة بـ 400 ألف دينار!!

-5 ثلاثة ملايين برميل نفط نبيعها يوميا منذ سنوات، ولكن اين مشاريع المنتجات البترولية التي تبلغ ارباحها اضعاف ارباح بيع النفط الخام؟!

-6 ماذا يعني انفاق 5 ملايين دينار خلال نصف ساعة على الألعاب النارية قبل ايام لبلد يشتكي من العجز الهائل في الدخل؟!

-7 102 مليون دينار رصدت لتحسين صورة الكويت في الخارج!!

-8 60 في المئة من الكهرباء تصل الى المؤسسات التجارية ومع هذا فثمن الكيلو واط ساعة هو نفس ثمنه للبيوت السكنية (فلسان)!!

-9 ألغت الحكومة نظام تأجير السيارات للقيادات واستعاضت عنه بمبلغ 500 دينار شهريا للوزير و250 دينارا للوكلاء وغيرهم!!

-10 قانون التأمين الصحي للمتقاعدين الذي اقر حديثا هو عبث حقيقي ولا مبرر له.

-11 بحسب نمط الصرف الحالي للميزانية فإن الميزانية ستقفز إلى 64 مليار دينار سنويا العام 2030، ما يعني ان يزيد سعر برميل النفط على 224 دولاراً، فهل هذا ممكن؟!

-12 من المفترض ان تهبط اسعار المواد التجارية المباعة مع هذا الهبوط للنفط، ولكن العكس يحدث حيث تزيد اسعار السلع يوميا (بسبب الاحتكار)!!

-13 الارتفاع في اسعار ايجارات الشقق السكنية والذي وصل ارقاما فلكية ما زال صامداً ولا دخل له بالنفط!!

-14 الدعم يجب ان يتم توجيهه من أجل تحقيق أهداف اقتصادية، لكن الحاصل هو ان مركب الدعم يسير من دون قيادة (سياسة تنفيع لا يحصل الا القليل من الناس عليها)!!

الهموم كثيرة ولكن الواضح ان العاصفة مرت بسلام علينا ودمرت كل ما تريده بينما ربعنا يتجادلون حول العلاج في الخارج وهل البيضة أولا أم الدجاجة!!

'لا تشيلون هم' فالنفط وصل سعره الى 33 دولاراً والاقتراض وسيلة لاعيب فيها !

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك